لكل السوريين

منع التصدير وعدم التصنيع يودي بمزارعي الحمضيات بالساحل

مشكلة مزمنة ودائمة مع موسم الحمضيات بالساحل السوري، ما بين وفرة في الإنتاج وتذبذب بالأسعار ومشكلة دائمة بقصة التصدير، والان يتحضر المصدرون لتصدير الأصناف الممتازة من البرتقال والليمون والأصناف الأخرى التي يكتمل نضجها مع بداية العام الجديد، وهناك تعليمات تصدرها الجهات المعنية لهذا الغرض، وهذا يعني بأن أسعار هذه الأصناف ستحلق بعيدا عن قدرة المستهلك ودون أن يحصل المزارع على ما يعوض خسارته في إنتاج الهجائن، لنعود إلى نقطة البداية التي تؤكد أن تجاوز المشكلة المزمنة مع مواسم الحمضيات لن تنتهي إلا بإحداث مصانع للعصائر تستوعب الفائض وبتدخل القطاع العام في دعم المزارعين بتأمين مستلزمات الإنتاج، وفي التسويق الذي لايزال خجولا على يد مؤسسات التجارة الداخلية.

السيد مزيد مهندس زراعي ويملك بستان حمضيات حوالي 30 دونم في ريف اللاذقية، أخبرنا: ان إنتاج الحمضيات في خطر إذا بقينا نتعامل معه بهذه السلبية وسوف ندفع ثمن إهمالنا لهذا المحصول بأسعار تفوق قدرتنا على التحمل كما حصل في أسعار المنتجات الأخرى وخاصة البيض والفروج ومشتقات الألبان، يؤكد معظم الناس لقد ودعنا موسم الفواكه الصيفية دون أن نرى أو نشتري أو نتذوق شيئا منها بسبب التصدير الجائر وانخفاض القدرة الشرائية للرواتب والأجور، حيث تراوح سعر الكيلو غرام الواحد ما بين الخمسة إلى الخمسة عشر ألف ليرة وبعضها وصل إلى خمس وعشرين ألفا للدراق والإجاص وبعض الفواكه الأخرى، فيما استطاع البعض أن يتذوق العنب البلدي وكان الأرخص بخمسة آلاف ليرة، وتفاءل المستهلكون بموسم الحمضيات خاصة مع نشر أنباء عن تراجع القدرة التنافسية لحمضياتنا في دول الخليج لصالح إنتاج بلدان أخرى تدعم مزارعيها ومصدريها.

المهندسة الزراعية ميساء وهي مشرفة على عدة كروم خاصة بالحمضيات في ريف جبلة، اضافت: بشائر أسعار الحمضيات وخاصة الهجائن منها تصل إلى المستهلك بسعر يتراوح بين ألفين وخمسمئة إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة للكيلو بحسب بعد المكان عن أماكن الإنتاج في الساحل السوري، وهي الآن السلعة الأرخص في كل الأصناف التي يعرضها بائعو الخضر والفواكه، ربما تكون القضية مريحة للمستهلك لكنها مأساوية لدى المزارعين الذين يبيعون إنتاجهم من هذه الأصناف بألف ليرة أو أكثر بقليل وهذا السعر أقل بكثير من التكلفة، فيما تبتلع أجور النقل وأرباح تجار الجملة وتجار المفرق بيضة الحمضيات وتقشيرتها، ويضطر الكثير من مزارعي الحمضيات إلى قلع أشجارهم واستبدالها بمواسم أخرى.

المزارع أبو ميسم أكد ذلك وأضاف: إن معاناة مزارعي الحمضيات تعود إلى عقود من الزمن، وكانت الحلول المقترحة أن يتم إحداث عصائر طبيعية لامتصاص الفائض من الإنتاج الذي يصل إلى ثمانمائة ألف طن في السنوات الخيرة ولا يقل عن ستمئة ألف طن في أدنى المواسم إنتاجا، وبالمحصلة لاتزال جهود إحداث المصانع أقل بكثير من المطلوب لاستيعاب بواكير الإنتاج من الحمضيات التي لا يمكن تخزينها وينتهي موسمها خلال شهرين وبكميات كبيرة يتفوق فيها العرض على الطلب، وتنخفض الأسعار  بشكل كبير لدرجة أن بعض المزارعين يتلفون إنتاجهم لأن التسويق يتراجع وقد لا يغطي ثمن العبوات وأجور النقل.

السيد عابدين وهو تاجر في سوق الهال بجبلة أشار الينا: بأن أسعار الخضر والفواكه الموجودة في سوق الهال مقبولة ومعقولة، لافتا إلى أنه قياسا بالكلف العالية التي يتم دفعها من قبل المزارعين أثناء زراعتها وتحميلها وتوضيبها وتسوقيها وأجور نقلها تعادل أكثر من نصف قيمه المبيع، رغم أنه يتم وضع نشرة أسعار كل يومين أو ثلاثة أيام، من خلال لجنة سوق الهال ولجنة تجار السوق وبالتعاون مع مديرية تموين اللاذقية، وأشار إلى أن المواد متوافرة في السوق وبكميات مقبولة، وأسعار الحمضيات منخفضة جدا بحيث لا يتجاوز سعرها 3500، وهذا السعر خاسر مئة بالمئة للمزارعين، إن التكاليف العالية للمزارعين والفلاحين وعدم الحصول على عائد مادي مناسبٍ يؤدي لحياة كريمة أدى لابتعاد عدد كبير منهم أو  تخفيف كميات المساحات المزروعة إلى النصف ما يؤثر على الإنتاج وكميات المواد المعروضة في السوق.