لكل السوريين

مرتزق قادم من القوقاز: كانت وجهتنا إلى طرابلس، وإذ بنا في أذربيجان، يريدون “تصفيتنا”

السوري/ إدلب ـ “جمعونا في معسكر على أطرف إعزاز بهدف نقلنا إلى ليبيا، وإذ بنا نُفاجئ بأننا في أذربيجان، اعترض البعض مننا، إلا أن قائد الوحدة لم يصغ لكلامنا، وقال كله قتال إن كان في ليبيا أو أذربيجان أو حتى في سوريا”، بهذه الكلمات افتتح أحمد صاحب الـ 22 عاما حديثه لمراسلنا عن ذهابه للقتال في أذربيجان.

ونقلت تركيا عشرات الآلاف من المرتزقة إلى أذربيجان للقتال بصفوف القوات الأذرية ضد القوات الأرمنية التي تكن لها عداءً تاريخيا يمتد لأكثر من قرن.

والتقى مراسلنا بأحد المرتزقة العائدين من معارك قره باغ، والذي عرّف عن نفسه بأن اسمه أحمد، وهو من سكان منطقة جبل الزاوية بريف إدلب.

وافتتح حديثه بالقول “الخسائر كبيرة في العتاد والأرواح، أعداد القتلى كثيرة، الأتراك يتسترون على الموضوع، أصبت بكتفي إصابة بليغة، وذلك نتيجة استهداف السيارة التي كانت تقلنا في محيط إقليم غره باغ، نقلت بعدها لإحدى المشافي الأذرية، ومن ثم عادوا بي إلى إدلب”.

وأوضح تفاصيل عملية نقلهم، فقال “كنا ما يقارب الـ 800 عنصر، وكلنا تحت إمرة لواء السلطان مراد، وعبر سيارات دخلنا إلى المطار التركي، وعند وصولنا تفاجئنا بأننا في أذربيجان، فقد كانت الوجهة ليبيا، منحونا استراحة يوم واحد، وزجوا بنا في المعركة دون أي تعليمات أو إرشادات”.

ويضيف “واجهنا الكثير من الذين سبقونا، وجميعهم وبخونا على قدومنا، وقالوا لنا لن نخرج أحياء من هذه المعركة، وهذه المعركة هي تصفية لنا، وبعد مرور خمسة أيام مستعرة فيها المعارك، تم استهداف سيارتنا بصاروخ موجه، كان على متنها 10 أشخاص أنا من ضمنهم، الجميع ماتوا، باستثناء أنا وشخص آخر كانت إصابتنا بليغة”.

وكانت وسائل إعلام أرمينية، قد أفادت بارتفاع عدد قتلى مرتزقة تركيا في ناغورنو قره باغ إلى 250، وفقًا لفضائية “العريية عاجل”.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة أزمة حرب دولتي أرمينيا وأذربيجان، مما دفع تركيا بالوقوف بجانب دولة أذربيجان، حيث جهزت دفعة من المرتزقة من الفصائل السورية وأرسلتها لمساندة أذربيجان، واستعداد دفعات أخرى من المرتزقة، وبدأت الدفعات المرسلة في القتال واشتداد النزاع بين الدولتين.

ونشر المركز الأرمني الموحد فيديوهات توضح هؤلاء المسلحين السوريين وهم يقاتلون في الإقليم المتنازع عليه، ويظهر بعض المسلحين يتحدثون باللغة المختلطة بين العربية والتركية، ويحملون علامة “الذئاب الرمادية”، وهي علامة تعود إلى منظمة قومية تركية تشكلت في ستينيات القرن الماضي، وتصنف من ضمن الجماعات الفاشية الجديدة.

تقرير/ عباس إدلبي