لكل السوريين

يوم دولي لإلغاء الرق

لطفي توفيق

كان ينبغي لليوم الدولي لإلغاء الرق..

أن يكون من مخلفات الماضي البعيد..

التي لا تذكر إلّا في كتب التاريخ..

عند الحديث عن أفظع جرائم البشرية.

علينا جميعا أن نشعر بالخجل لأن جميع هذه الفظائع تقع في عصرنا هذا.

هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بهذه المناسبة عام 2007.

فماذا سيضيف الأمين العام للأمم المتحدة هذا العام..

على هذا القول؟!.

وقال أيضاً: ينبغي لكل واحد منا أن يرفع صوته ضد الجرائم التي تحرم عدداً لا يحصى من الضحايا من حريتهم وكرامتهم وحقوقهم كبشر.

فلو رفع كل واحد منا صوته ضد هذه الجرائم هذا العام

ورفع كل الناس أصواتهم في العام المقبل..

أو بعد مئة عام.

ما الجدوى إذا بقي الصوت.. مجرّد صوت.

غداً.. يحتفل العالم باليوم الدولي لإلغاء الرق..

وللرق.. وتجارة الرقيق شجون قديمة.. وعميقة.

وللرق.. شجون جديدة.. وعميقة أيضاً.

تقول اليونيسف إن قرابة واحد من كل عشرة أطفال في العالم.

يتعرضون للعمل بكل مصاعبه..

وكل مخاطره على طفولتهم.

وتقول منظمة الصحة العالمية..

إن العنف ضد النساء

منتشر كالوباء في كل البلدان.. وكل الثقافات.

وتفاقم بسبب وباء كورونا..

لكن وباء العنف ضد النساء..

ووباء عمل الأطفال..

ووباء التمييز الطائفي والعرقي والإثني..

لا يمكن إيقافها عن طريق اللقاحات.

في الحاضر..

تغيرت أساليب الرق.. وأشكاله.. ومسمياته.

وبقي الرق.

ألبسوه أزياء عصرية..

وزينوا وجهه بمساحيق عصرية..

وسوّقوه بمفردات عصرية.

فنمت أشكال معاصرة من الرق..

وانتشرت في معظم بقاع العالم..

كما تنتشر الخلايا السرطانية في معظم أجزاء الجسد..

فالإتجار بالأشخاص أو بأعضائهم.. وتجويعهم..

رق معاصر بطقوس عصور الظلام.

الرق.. يغير جلده.. كما تفعل الأفعى..

وتجارة الرق والعبودية.. تزدهر في عصرنا بمفردات معاصرة.

وقراصنة تجارتها أكثر همجية ووحشية من قراصنة سفن الشقاء..

التي أبحرت برحلة العبيد الأولى عام 1526من إفريقيا إلى الأمريكيتين.

ولست أدري إن كان علينا أن نشعر بالخجل..

كما قال الأمين العام للأمم المتحدة عام 2007.

أم نشعر بالغضب..

لأنهم يسمون عصرنا هذا..

عصر العدالة..

وعصر المساواة!!.