لكل السوريين

محافظة السويداء.. محاولات رسمية لاحتواء حالة التوتر ومرجعية روحية تدعو لإنهاء الخلاف

السويداء/ لطفي توفيق 

في محاولة جديدة لتهدئة النفوس واحتواء حالة التوتر والاحتقان التي شهدتها المحافظة على خلفية الإساءة اللفظية التي وجهها أحد ضباط المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية إلى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين بالسويداء، زار منزل سماحة الشيخ حكمت الهجري وفد حزبي وحكومي برئاسة عضو في القيادة المركزية لحزب البعث من أبناء المحافظة، وضم الوفد محافظ السويداء، وأمين فرع الحزب، وأحد أعضاء مجلس الشعب، وشخصيات أخرى.

ونقل الوفد اعتذار الأمين العام المساعد لحزب البعث للشيخ.

وحسب أوساط مقربة من الرئاسة الروحية أجرى الأمين العام المساعد مكالمة هاتفية مع الشيخ أعرب خلالها عن أسفه من الاساءة التي وجهها رئيس فرع المخابرات العسكرية بالمنطقة الجنوبية.

وحضر اللقاء ممثلون عن بعض الفصائل المحلية والعائلات، وأبلغوا الوفد استياءهم من تجاوزات السلطات الأمنية، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بالمحافظة.

وحذروا من التصعيد في حال لم تتم الاستجابة لهم باعتذار رسمي، وتغيير رئيس فرع الأمن العسكري.

طي صفحة الخلاف

أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز ممثلة بالشيخ حكمت الهجري بياناً جديداً أعلنت فيه طي صفحة الخلاف، وعدم الحاجة لاستمرار التوتر في المنطقة.

وذكر البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية: “نطمئن الجميع أنه تم تطويق هذا الحدث المسيء بكل أبعاده، بعد تقديم الاعتذار الشديد من الجهات الرسمية من أعلى المستويات في سورية”.

وجاء في البيان “لن نقبل أن يستغل أي كان أزمتنا هذه أو غيرها ليرمي السم في الدسم فنحن من منظورنا نتصرف بأمر الدين والأصالة والحق، وحيث نحتاج سنناديكم ونعرف انكم أكفاء للوقوف عند الكرامة والأصالة، وعلى سياج الوطن.

فإننا نتوجه اليكم بجزيل شكرنا وعميق امتناننا، حيث كنتم معنا برأب الصدع، وكانت حماستكم الصادقة برداً وسلاماً علينا وعلى المجتمع كافة”.

واستطرد البيان “لذلك نأمل منكم حسم الجدل فيما حصل، لأن احتكامنا للعقل والحكمة تحت سقف الوطن والقانون والعادات الشريفة هو نهجنا المعتاد، ومسالك الأهل التي توارثناها”.

وحول الأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة جاء في البيان “نتكلم باسم أهلنا ولا نرضى أن يبقى مضمون متطلباتهم في الأدراج تحت أي مسمى”.

يذكر أن هذه القضية شغلت الرأي عام في محافظة السويداء، في ظل استياء المواطنين من تجاوزات السلطات الأمنية، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان.

وشهدت المحافظة غضباً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية، وتوافد المئات من أبناء المحافظة إلى منزل إلى منزل الشيخ للتضامن معه والمطالبة باعتذار رسمي من أعلى المستويات، واتخاذ إجراءات بحق صاحب الإساءة.

وتم تداول إشاعة تفيد بنقله من المحافظة في محاولة لامتصاص غضب المواطنين.

لكنه تلقى تعليمات من رؤسائه بعدم التدخل في شؤون محافظة السويداء خلال المرحلة الراهنة، وانتظار التعليمات الجديدة.