لكل السوريين

انهيار متسارع للعملة التركية والشمال الغربي لسوريا اكثر المتضررين

إدلب/ عباس إدلبي

حالة من الارتباك تصيب اسواق شمال غرب البلاد بسبب الانهيار المتتالي والسريع لليرة التركية، الذي اعتمدتها حكومة الانقاذ كعملة بديلة في منتصف العام 2020 ، والتي دخلت بديلة للعملة المحلية اثر انهيار العملة السورية امام الدولار، الا ان فرض التعامل بالليرة التركية لم يكن لصالح سكان الشمال ولأسباب عديدة سنعرض ذكرها تباعا خلال التقرير.

وبما ان الليرة التركية هي الاخرى بدأت  بالانهيار لمستويات غير مسبوقة فقد تكون كارثية بشكل كبير على سكان المنطقة وذلك يعود لعدم وجود قطع اجنبي قادر على خلق التوازن ما بين السوق في الشمال وشركات التصدير والاستيراد.

يقول الخبير الاقتصادي عزت  ت. ن ان تركيا عملت على ضخ العملة في اسواق الشمال وجعلت من العملة التركية عملة محلية ليس لأجل مصلحة المواطن، بل هي خطة لسحب القطع الاجنبي الموجود في الشمال لمؤازرة البنوك التركية وقد نجحت تركيا بتلك العملية.

وقال السيد عزت ان تركيا تريد الهيمنة الاقتصادية على كامل الشمال بحيث تعتبر الشمال هو نقطة هامة لجذب  العملات الاجنبية حيث نسبة المغتربين الكبيرة  والمنظمات الدولية والمنح المقدمة للاجئين كلها تصب في مصلحة الاقتصاد التركي.

وبنفس السياق فقد تحدثنا مع عضو غرفة التجارة والصناعة في ادلب هاني العمر وعن رأيه في ما يخص حالة التلبك في الاسواق بعد تخطي الدولار حاجر ال 20 وماهي التدابير التي اتخذتها غرفة التجارة حيال هذا الموضوع فقال.

ان انهيار الليرة التركية سيؤثر على السوق في الشمال وهذا طبيعي بسبب الارتباط في التعامل بالليرة الا انا هناك ثمة خطئ في عملية التداول حيث كان بالإمكان وضع شروط لإدخال الليرة عبر وجود رصيد للمحرر خاص بالخزينة الا ان سرعة اتخاذ القرار كان سلبيا وهذا ما نحصد نتاجه حاليا.

في المقابل وبحسب حركة السوق التي رصدناها على اثر انهيار الليرة فقد ارتفعت الاسعار بشكل جنوني وعلى كافة الاصعدة.

من ناحية اخرى طالبت عدة جهات غير رسمية بالعمل على رفع اجور العمال والموظفين فيما يتناسب مع سعر صرف الدولار، وقال المحامي صائب اسماعيل وهو مدير رابطة العمال انه طالب حكومة الانقاذ باتخاذ تدابير عاجلة فيما يخص شؤون الموظفين والعاملين بالمياومة لان الوضع اصبح كارثي بعد ارتفاع الاسعار بشكل جنوني، وقال صائب ايضا ان على حكومة الانقاذ العمل على وضع حد ادنى للأجور واخضاع ارباب العمل للالتزام بتلك القرارات.

لقد اصبح الوضع المعيشي الذي يعيشه معظم سكان شمال غرب البلاد صعبا جدا والاوضاع تزداد سوء يوما بعد يوم ولا سبيل لأكثر من اربع مليون نسمة الا الرضا بالعيش دون ادنى مقومات الحياة.