لكل السوريين

أذرع أردوغان الأمنية.. تلاحق معارضيه حول العالم

تقرير/ محمد الصالح 

يتعرض منتقدو رئيس النظام التركي خارج بلادهم للمراقبة والمضايقات، والحرمان من الخدمات القنصلية، وسحب جوازات سفرهم، ومصادرة ممتلكاتهم في تركيا، والتهديد بالاختطاف، أو القتل.

وقد كشفت وثائق تركية حصل عليها موقع “نورديك مونيتور”، خطة أنقرة لإرهاب منتقدي رجب طيب أردوغان، عبر ملاحقتهم خارج الحدود، من خلال ضباط أمن أسبغت عليهم أنقرة صفة دبلوماسيين.

وأوضح الموقع المتخصص بالشؤون التركية أن أذرع رئيس النظام التركي الأمنية الساعية إلى تصفية معارضيه، لا تقتصر على التعديلات الدستورية الهادفة إلى سيطرته على مفاصل الدولة في الداخل، ولا تتوقف عند حدود دولته، بل تتمدد إلى خارج الحدود لتصل إلى حد اختطاف أو اغتيال معارضين أتراك في دول أجنبية.

وفضحت الوثائق التي حصل عليها الموقع، الحملة الواسعة التي يقوم بها النظام التركي، عبر بعثاته الدبلوماسية، للتصدي لمعارضي حكومة أردوغان خارج تركيا، وخنق أصواتهم، أو إسكاتها إلى الأبد، في إطار حملة منظمة لإرهاب المعارضين الذين يعيشون في المنافي.

في السودان

جاء في تقرير نشره الموقع أن أنقرة تستخدم الدبلوماسيين الأتراك في السودان لملاحقة معارضي رئيس النظام التركي.

وكشف التقرير وثائق تتعلق بملاحقة المواطنين الأتراك من قبل البعثة الدبلوماسية التركية في السودان، حيث تم إبلاغ وزارة الخارجية في أنقرة بمعلومات عنهم، وتم استخدام هذه المعلومات لملاحقتهم في دعاوى بتهم الإرهاب من قبل المدعي العام التركي.

وكشفت الوثائق أنه بناء على قائمة أرسلها دبلوماسيون أتراك عام 2018، فتح مكتب المدعي  العام التركي، تحقيقاً بحق 44 مواطناً تركياً يعيشون في السودان، ووجه إليهم تهمة “الانتماء إلى جماعة إرهابية”، دون وجود أي دليل ذلك.

وأشار تقرير آخر للموقع إلى أن المخابرات التركية كانت قد اختطفت رجل الأعمال التركي، ممدوح تشيكماز في تشرين الثاني عام 2017، بتهمة  ارتباطه بحركة غولن.

وكان تشيكماز قد غادر تركيا في كانون الثاني عام 2016، واستقر في السودان حيث لديه استثمارات عديدة فيها.

وفي جورجيا

قام ضابط منحته أنقرة صفة “مستشار وزارة الداخلية التركية” بسفارة بلاده في تبليسي، بجمع معلومات عن مجموعة جاهرت بانتقاد أردوغان، طبقا للوثائق التي كشفها الموقع.

وكانت وظيفة الضابط المعلنة، التنسيق بين سفارة بلاده مع السلطات الجورجية، لكن الوظيفة الخفية والحقيقية هي التجسس على المعارضين.

ومن خلال المعلومات التي بعثها “الدبلوماسي المخبر”، تم توجيه اتهامات لطالبي اللجوء الأتراك بإجراء اتصالات مع منظمات محلية في جورجيا مرتبطة بمنظمة فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.

وقال الموقع المتخصص بالشأن التركي “إن هذه الوثائق تضاف إلى تقارير سابقة، تظهر عملية تجسس ممنهجة وطويلة يقوم بها دبلوماسيون أتراك على معارضي أردوغان في تبليسي ومناطق جورجية أخرى”.

وحسب بيانات حكومية في جورجيا تقدم 52 مواطناً تركياً بطلبات لجوء سياسي بعدما أصبحت حياتهم في الوطن صعبة للغاية، إذ وجهت لهم تهمة الانتماء لجماعات إرهابية.

وفي الهند

كشف الموقع السويدي أن الحملة التي أطلقتها حكومة رئيس النظام التركي ضد منتقديها خارج البلاد وصلت إلى الهند.

وكانت حملات أردوغان في الماضي تشمل الدول المحيطة بتركيا وفي أوروبا، وهذه أول مرة تصل إلى منطقة جنوبي أسيا البعيدة آلاف الكيلومترات عن تركيا، حسب الموقع.

وأظهرت الوثائق التي نشرها الموقع السويدي، توجيه اتهامات بالانتماء لجماعة إرهابية، إلى معلمين ورجال أعمال أتراك يعيشون في الهند، بناء على أدلة لفّقها المدعي العام التركي، بناء على ملفات تجسس قام بها دبلوماسيون أتراك يعملون بسفارة أنقرة في نيودلهي بين عامي 2016- 2018، دون وجود أي دليل ملموس على انتماء هؤلاء لأي جماعة إرهابية.

وشمل التحقيق ممثلي منظمة “إنديالوغ” التي تجمع أفراداً من ثقافات وأديان مختلفة، وتنظم مهرجاناً دولياً للغة والثقافة، بالإضافة إلى مدراء الغرفة التجارية التركية الهندية، ورجال أعمال، ومعلمين بارزين يعيشون في البلاد منذ أكثر من 20 عاماً.

حلقات أخرى من مسلسل التجسس

كشف موقع “نورديك مونيتور” عن وثائق تثبت تورط السفارة التركية في مدغشقر بالتجسس على المعارضين، وإرسال المعلومات إلى وزارة الخارجية التركية.

وأوضح الموقع أن الدبلوماسيين الأتراك تجسسوا على 18 تركياً، وبلغوا عنهم وزارة الخارجية في أنقرة، حيث تم تلفيق تهم لهم تتعلق بالإرهاب، من قبل المدعي العام التركي الذي فتح تحقيقاً بشأنهم دون وجود أدلة فعلية على هذه التهم.

وأفادت وثائق كشف عنها الموقع السويدي، أن “السفارة التركية في العاصمة الإيطالية روما تجسست على مواطنين أتراك بالبلاد، وأرسلت قائمة بشأنهم إلى أنقرة، وهو ما أسفر عن بدء إجراءات قضائية ضدهم بتهمة “العضوية في جماعة إرهابية”.

وأضافت الوثائق أن أردوغان يقوم بملاحقة معارضيه في الخارج، إذ تقوم البعثات الدبلوماسية التركية في كل من سويسرا وألمانيا واليونان وبلجيكا والهند وكولومبيا بجمع معلومات عن الأتراك ضمن حملة تجسس ممنهجة وطويلة.