لكل السوريين

الفن.. رسالة وصورة تحاكي الواقع

الرقة/أحمد سلامة  

أدت الأزمة السورية في الآونة الاخيرة إلى تراجع الكثير من النشاطات الاجتماعية، ومن ضمنها الفن بكافة مجالاته “الرسم والخط والنحت”, مما أدى إلى نقص المادة الفنية وقلتها، وهجرة عدد كبير من الفنانين خارج سوريا واندثار إعمالهم والمعارض التي قاموا بها.

وبظل الاستقرار التي تشهده مدينة الرقة أدى لنهوض مجال الفن من جديد بعد عدة سنوات عجاف من التخلف والانحطاط، لتعود النشاطات الفنية من خطوط عربية ولوحات فنية وفنون تشكيلية إلى الواجهة من جديد, لم شمل الفنانين في المعارض الفنية

وبهذا الصدد قامت صحيفتنا “السوري” بزيارة معرض الرسام” موفق الزين”، وهو عضو الاتحاد للفنون التشكيلية، حيث أطلعنا على مجموعة من لوحاته الفنية في مرسمه، الذي يضم العديد من المخطوطات الجميلة مكتوبة بخطوط عربية مختلفة، ورسومات ولوحات فنية جميلة.

ويقول: “إن الفن هوايتي منذ الصغر, فمنذ العام “1997” وأن أمارس الرسم , وقد قمت بمعارض كثيرة في مدينة الرقة, وقد لاقت إقبال كبير من جميع الفئات العمرية, وقد تم افتتاح ورشة تدريبات لتعليم الأطفال الرسم والنحت, وقد تم تخريج عدد كبير منهم”.

وأضاف” الزين” الرسم وسيلة مهمة لإخراج الأهالي من أجواء الدمار والكآبة التي خلفتها الحرب, فهو يمزج الألوان الأصفر والبرتقالي والأخضر ليعطي طابعا نفسيا مريح لدى الناظرين, وتم رسم أكثر من 4 لوحات جدارية بحجم كبير كان لها التأثير الواضح على الأشخاص بشكل جميل وملفت”.

وتابع الزين “هناك مجموعة من الفنانين على اختلاف مجالاتهم ” الخط العربي –الرسم-النحت” يقومون على لم شتات الفنانين في مدينة الرقة, وذلك من أجل الحفاظ على استمرار المسيرة الفنية فيها, لما لها أثر واضح على أنفس الأطفال, والقدرة على خروجهم من واقع الحرب الدامية التي دارت رحاها في السنوات الماضية ,إذ قدم الزين العديد من اللوحات الفنية التي حاكت الواقع في السنوات الماضية”.

وفي النظر إلى الخط  العربي ومدى تراجع العمل به نظرا لعزوف الكثير من الخطاطين عن استعمال ” القصبة” واستبداله بالأجهزة الإلكترونية, يروي لنا الخطاط” يوسف كركوكي” وهو من مدينة الرقة, وهو يعمل في مجال “الدعاية والإعلان”.

ويقول إنه يمارس هذه الهواية من الصف الثامن، وقد تدرب وتعلم عبى يد الخطاط علي الحبيطي,  وهو من القدماء في هذا المجال, حيث تعلم عنده على مجموعة من الخطوط العربية, وهي أنواع عدة” الرقعي – النسخ –الثلث” وهي تعتمد على “القصبة” حيث تتحكم بحجم الخط.

وأضاف “الكركوكي” لقد كان هناك معاهد للأطفال للتدرب عتى الخط العربي، وخاصة كيفية مسك “القصبة” وطريقة رسم الخط، ويكون التدرب على خط النسخ في البداية، وقد تراجعت كثيرا هذه المهنة في الآونة الأخيرة لتتحول إلى الدعاية والإعلان.

ويعمل فنانو الرقة على إعادة الهوية الثقافية والفنية للمدينة, من خلال المعارض الفنية والدورات التثقيفية التي بدورها تساعد على النهوض بواقع المدينة الفني إلى مكان عليه قبل الأزمة السورية, لأنه رسالة مهمة وصورة معبرة عن الأحداث التي  تدور في كل مكان.