لكل السوريين

درعا والسويداء.. خطوات مهمة على طريق وأد الفتنة بين السهل والجبل

السوري/ درعا ـ السويداء ـ في بادرة حسن نية لإنهاء النزاع في المنطقة، أخلى اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، معظم الأراضي التي كان يحتلّها في بلدة القريّا خلال الأشهر الماضية.

وأشرف على انسحاب اللواء وجهاء من جبل العرب وسهل حوران، الذين أكدوا على العلاقات التاريخية بين السهل والجبل، وضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، ومنع أي أطراف من إحداث شرخ أو فتنة.

وقامت جرافات من السويداء بإزالة السواتر الترابية من المنطقة، تنفيذاً لأول بنود الاتفاق الذي تم بين وجهاء درعا والسويداء، لإنهاء حالة التوتر في المنطقة، على أن تتبع هذا الانسحاب خطوات أخرى، من بينها عقد صلح عشائري بين بلدة القريّا ومدينة بصرى الشام، لم يتفق على موعده بعد.

ونصّ الاتفاق على إنشاء نقطة مراقبة واحدة لفصائل القريّا في الأراضي التي انسحب منها اللواء الثامن، تقابلها نقطة مراقبة ضمن أراضي بصري الشام، يتمركز فيها أبناء المدينة من عناصر اللواء الثامن.

كما تم تكليف مواطن من السويداء للتنسيق بين الجانبين خلال الأسابيع الأولى من تنفيذ الاتفاق، لضمان عدم حصول أي خلل، أو خطأ قد لا يكون متعمداً خلال تنفيذه.

خطوة في الاتجاه الصحيح

وذكرت مصادر مطلعة من مدينة بصرى الشام أن هذا الانسحاب يشكل خطوة أولى لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، و”سيتم عقد اجتماعات لاحقة مع وجهاء السويداء لوأد الفتنة بين الجيران، وإعادة الأرض لأصحابها، التي بذل العشرات من أبناء الجبل دمائهم في سبيلها”.

ورحبت مصادر من السويداء بهذه الخطوة، وشددت على أن المنطقة التي انسحب منها الفيلق الخامس لم تكن فيها أي نقاط عسكرية للجيش، أو لأي طرف أخر، قبل أن يتوغل الفيلق فيها، منذ أواخر أذار الفائت، بعد اشتباكات اندلعت بينه وبين فصائل القريّا، على إثر مقتل مدني منها خلال محاولة خطفه، وما سبق ذلك من اختطاف مدنيين من بصرى الشام.

وجاء انسحاب اللواء من أراضي بلدة القريا، بعد سلسلة لقاءات واجتماعات جرت بين وجهاء من المحافظتين خلال الأسابيع الماضية، وأخرى جرت في محافظة السويداء، وتم خلالها بالتنسيق مع أولياء الدم، وأهالي بلدة القريا، تشكيل لجنة مهمتها الإشراف على استلام الأراضي من الفيلق الخامس، وعقد لقاءات مع وجهاء محافظة درعا للتباحث في بعض القضايا العالقة بين المحافظتين الجارتين.

اشتباكات وتوتر لشهور 

وكانت المنطقة قد شهدت اشتباكات دامية أواخر شهر أيلول الماضي، عندما هاجمت مجموعة من منظمة الدفاع الوطني العاملة في بلدة القريّا، وبعض المقاتلين والفصائل المحلية بالسويداء، نقاط اللواء الثامن بهدف استعادة الأراضي التي سيطر عليها اللواء أواخر شهر آذار الماضي، وأقام سواتر ترابية على حدودها، وعززها بنقاط عسكرية مكثفة، بعد الأحداث الدامية التي حدثت آنذاك، وراح ضحيتها 17 شخصاً من أبناء البلدة.

وبعد وقف هذه الاشتباكات، كثر الحديث عن انتشار وحدات من الجيش والقوى الأمنية جنوب غربي محافظة السويداء، ووضع حواجز عسكرية على الحد الفاصل بينها وبين درعا في المنطقة، ولكن دون تنفيذ، واستمرت عمليات الخطف المتبادل بين المحافظتين الجارتين.

يذكر أنه منذ بداية هذا النزاع في المنطقة، تدخلت فيه أطراف عديدة محلية ودولية، من بينها روسيا، وفشلت في إيجاد حلول له، فيما اكتفت السلطة السورية بالمراقبة، وتم توجيه اتهامات لأطراف مدعومة من إيران، باستغلال التوتر الحاصل في المنطقة وتأجيجه.

ولكن وعي أهل حوران سهلاً وجبلاً حال دون تفاقم الأوضاع، وانتهى إلى حلول بجهود محلية.

تقرير/ لطفي توفيق