حلب/ خالد الحسين
أثار قرار الاتحاد السوري لكرة القدم باستئناف مباريات الدوري الممتاز بدون حضور جماهيري موجة غضب واستياء في الأوساط الرياضية بمدينة حلب، المدينة التي تشتهر بعشقها لكرة القدم وقاعدتها الجماهيرية العريضة، لا سيما لأندية مثل الاتحاد والحرية وعفرين.
ويأتي القرار عقب توقف الدوري السوري الممتاز لأكثر ستة أشهر، نتيجة سقوط النظام والعمليات العسكرية التي شهدها البلاد في الأشهر الماضية، بالإضافة إلى التوترات الأمنية في بعض المناطق، ما دفع الجهات الرياضية لاتخاذ تدابير احترازية من بينها إقامة المباريات خلف أبواب مغلقة.
لاعبون: قرار جائر وفقدان لروح المباريات
اللاعب ياسر خليل، لاعب نادي الاتحاد الحلبي، لم يُخفِ انزعاجه من القرار، حيث قال في تصريح خاص “للسوري” :
“اللعب دون جمهور أمر محبط. الجمهور هو العنصر الأهم في أي مباراة، هو من يمنحنا الدافع والطاقة. نشعر وكأننا نخوض مباريات تجريبية لا تحمل أي طابع تنافسي حقيقي. أتفهم الحاجة لضبط الأمور الأمنية، لكن حرمان الجميع من الحضور ليس الحل.”
وأضاف: “كان الأجدر بالاتحاد وضع آليات لضبط الجماهير بدلًا من معاقبتها جميعًا. الجمهور جزء من اللعبة وليس عبئًا عليها.”
إداريون: غياب الجمهور خسارة مالية ومعنوية
من جانبه، عبّر الإداري في نادي الحرية، خالد نجار، عن استيائه من تبعات القرار على الصعيد الاقتصادي قائلًا:
“النادي يعتمد بنسبة لا يستهان بها على أرباح المباريات من بيع التذاكر. غياب الجمهور يعني خسارة مالية كبيرة، خاصة في نادٍ مثل الحرية الذي يعاني من قلة الموارد والدعم.”
وتابع النجار: “الجمهور ليس فقط مصدر دخل، بل هو داعم معنوي كبير للاعبين. ملعب الحمدانية بدون جماهير أشبه بالصمت الثقيل، وهذه الأجواء تؤثر على مستوى الفريق وأداء اللاعبين.”
الجماهير: شغفنا بالملاعب لا يُعاقب بهذه الحرمان، بينما عبر عدد من مشجعي الكرة في حلب عن غضبهم من القرار، وقال خليل مصطفى، أحد مشجعي نادي الاتحاد:
“نحن ملتزمون بالحضور منذ سنوات، ونتنقل مع الفريق من ملعب لآخر. لماذا نُعاقب جميعًا بالحرمان من العودة للملاعب؟ نطالب بفتح المدرجات مع وجود تنظيم ورقابة بدلاً من هذا الحظر الجماعي.”
ويضيف خليل: “المدرجات كانت المتنفس الوحيد لنا في هذه الظروف الصعبة. نريد العودة، ونعد بالالتزام والانضباط، لكننا لا نقبل أن نظل خارج الملعب ونحن من نحرك اللعبة بحماسنا.”
دعوات لإعادة النظر في القرار:
مع تصاعد الأصوات الرافضة لغياب الجماهير، تطالب الأندية والحراك الجماهيري في حلب بضرورة مراجعة القرار وإيجاد حلول تنظيمية بديلة، مثل تخصيص عدد محدد من المقاعد، أو فرض رقابة أمنية صارمة، بدلًا من الإغلاق الكامل.
ويرى كثيرون أن استمرار الدوري دون جماهير يفرغ البطولة من معناها، ويؤثر سلبًا على الروح الرياضية. وبين الرغبة في الانضباط وحق الجماهير بالحضور، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن دون أن تكون كرة القدم هي الضحية.