لكل السوريين

المرأة المثقفة كنز هذا الزمان

اليوم تلعب المرأة المثقفة دوراً كبيراً في معترك الحياة بكل أوجهها.. وإذا ما أردنا تعريف المرأة المثقفة، فإنه يوجد الكثير من التعريفات التي تبين ماذا يعني مفهوم المرأة المثقفة، وأن أهم معيار يتم التعريف به المرأة المثقفة، وفقاً لمعيار تعليمي، أو اجتماعي، او وظيفي، أو سياسي. فقد تعتبر المرأة المثقفة صاحبة كل الطموحات آنفة الذكر.

والمرأة صاحبة الطموح السياسي امرأة مثقفة، والمرأة المبدعة في الفكر والفن والآداب والعلوم هي امرأة مثقفة، والمرأة صاحبة النظرة النقدية اتجاه المجتمع تعتبر امرأة مثقفة، وبشكل عام يمكن تعريف المرأة المثقفة على أنها المرأة المتخصصة بكل الامور الثقافية، وأنها المخلوقة الني تتعامل مع الأفكار بشكل مجرّد عبر فصلها عن الاعتبارات الاجتماعية، وهناك اعتبارات أخرى هامة من خلالها يمكن اعتبارها مثقفة. والمرأة المثقفة كنز من كنوز هذا الزمان..

اليوم نستطيع القول أن المرأة المثقفة تواجه أعباء جمة في المجتمعات الشرقية، فما زالت نظرة هذه المجتمعات للمرة عموماً والمراة المثقفة خصوصاً يتصف بشكل كبير من الدونية وعدم الاهتمام، فواقع الثقافة في بلدان المشرق والبلدان العربية يكشف عن اعداد متزايدة من النساء المثقفات في أغلب المجالات كالتدريس الجامعي والاعلام والصحافة، والإبداع الفني وكافة ألوان الأدب وحتى مجالات النشاط السياسي والحقوقي المجتمعي.

وتحتاج المثقفة في بلادنا إلى وافر من الدراسات، التي يمكن من خلالها الوقوف على مدى تقبل المجتمع لها ولنشاطها العملي وممارساتها المختلفة. فالصورة التي يرسمها المجتمع الشرقي للمرأة  الهادئة الساكنة هي التي تخضع للهيمنة الذكورية والمجتمعية، وهذه الصورة تتعارض بدرجة ومثلها مع بديهيات الثقافة ذات الجوهر القائم على التغيير والنقد والتمرد.

من هذه النقطة فالمرأة المثقفة، سيما تلك التي ترغب ولديها طموح التعبير عن شخصها أي عن ذاتها والخروج عن الاطر الاجتماعية، فإنها تواجه حزمة من الأعباء والمشاق.

من هنا نجد انها تواجه نسقاُ اجتماعياً رافضاً لخطابها الناقد. وهذا نابع من تصور قاصر لها بوصفها امراة تحمل “كياناً بيولوجياً مخالفاً لكيان الرجل وتصوراته المهيمنةً.

وفي حقيقة الامر المراة المثقفة والجيدة تتفوق على الرجال وتتجاوزهم، بما تتفوه به وتقوله، من انها استطاعت أن تقول بما لم يستطيع الرجال قوله؛ والمثل الدارج يقول إمراة بألف رجل.

وكثيراً ما نجد أن البعض يسعدهم قول المراة المثقفة إن أبدى ذلك علناً او خفية. في شرقنا تبرز الذكورية عند التعامل مع المراة المثقفة، حيث تبرز أشد المقولات تخلفاً. مثل دخول المراة في الشأن السياسي، أو الكتابة الإبداعية الصادمة للواقع الاجتماعي وفي أمور وأنشطة أخرى. أما الرؤى شديدة التخلف فهي التي تنادي بعودة المراة للبيت وعدم تدخلها في الشؤون الرجالية.

معللين ذلك أن مثل هذه الامور أكبر من حجمها. وبعيداً عن العاطفة تظل المرأة المثقفة في الكثير من المجالات نظيفة ولم تتلوث بعد بالدرجة نفسها التي أصابت البنية الذكورية، بمعنى إن الفساد في جوهره ذكوري  أكثر منه أنثوي. مما يجعلنا أن نقول أن المرأة تقتحم الواقع الاجتماعي والسياسي بنقاء يفتقده المجتمع الذكوري.

وفي النهاية لقد أصبح وجود المرأة المثقفة أمراًوواقعاً من الصعوبة بمكان تجاوزه أو التقليل من شأنه او الحط منه، فعلى المجتمعات المشرقية قبول ذلك وأن تشجع عليه  وتتفاعل معه وأن يعي الرجل المثقف انه والمرأة المثقفةعلى السواء.