لكل السوريين

من جديد.. العاصي ملوثاً، ولا حلول قريبة

تقرير/ جمانة الخالد

يعاني نهر العاصي في وسط سوريا من التلوث المستمر منذ سنوات نتيجة مخلفات نفايات المصانع ومياه الصرف الصحي، خاصة التي تصبّ في بحيرة قطينة، جنوب غرب حمص، ما يدق ناقوس الخطر من انتشار الأمراض ومنها الكوليرا.

ويؤثر نهر العاصي على عدد كبير من سكان حمص وحماة وإدلب، إلا أنه يرتبط بشكل كبير في حماة بوسط سوريا.

وحذر أطباء من تناول جميع المزروعات التّي تُسقى من نهر العاصي ومن شراء الأغذية أو العصائر المكشوفة من الباعة الجوالين على اعتبارها مصدراً كبيراً للإصابة بالكوليرا بعد انتشارها بشكل كبير. وترتفع مستويات التلوث في النهر ينتج عن الصرف الصحي والصناعي.

وفي وقت سابق تلوث العاصي كان بسبب قيام إدارة معمل سكر تل سلحب، الذي أعادت الحكومة تشغيله العام الجاري، بعد توقفه لنحو سبع سنوات، بتحويل مخلفات المعمل الكيميائية السامة إلى النهر الذي يمر بالقرب منه، ما انعكس على الثروة السمكية فيه، بحسب صيادين.

ويقول صيادون أنه يحتاج عودة الأسماك إلى نهر العاصي لسابق عهدها، لسنوات، لأن الكميات التي نفقت تعتبر ضخمة جداً، وسوف تأثر بالتأكيد على تكاثر الأسماك.

ويعتمد أكثر من 80 بالمئة من مزارعي منطقة سهل الغاب على مياه نهر العاصي في ري محاصيلهم الزراعية، وبدأ مزارعون يعزفون عن ري محاصيلهم من مياه النهر بسبب الأمراض الكثيرة التي باتت تلحق بالمحاصيل، كما أن بعض تلك المحاصيل توقفت عن الإنتاج بشكل كامل بعد ريها من مياه النهر.

ويعد تلوث نهر العاصي من المواضيع القديمة المتجددة مما قبل الأزمة، ويروي مزروعات حذرت الشؤون الصحية من تناولها، ويعتبر رمزاً جمالياً وتراثياً مهماً لأهالي المحافظة حين جريان مياهه، كذلك يُشكل العاصي مصدر رزق للقطاع السياحي من مطاعم ومنتزهات تتضرر أيضاً حين انقطاع مياهه بين حينٍ وآخر لتحوله إلى مرتع للتلوث والروائح الكريهة والحشرات.