لكل السوريين

حسن مصطفى: “تركيا أكبر الخاسرين من الحرب الروسية الأوكرانية، واستمرارها يعني انهيار الاقتصاد الدولي”

حاوره/ أحمد سلامة 

أوضح حسن مصطفى عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الرقة المدني، أن ما تشهده المنطقة على الساحة الدولية من نزاع هام جدا وخطير تمثل في الحرب الدائرة في اوكرانيا والتي شنتها روسيا في دوافع غريبة وعجيبة لدوافع منع امتداد حلف الناتو إلى الحدود الروسية بنظر كون أوكرانيا تعتبر بمثابة الخلفية للاتحاد الروسي.، لافتا إلى أن هذا الأمر لم يكن وليد اللحظة أو وليد الساعة بل كان هناك سعي روسي حقيق للهيمنة على منابع الثروات الأوكرانية.

وفي الرابع والعشرين من شباط الماضي شنت جمهورية روسيا الاتحادية حملة عسكرية على جارتها أوكرانيا، ونتج عن الحملة خسائر فادحة لكلا طرفي الصراع.

وأخذت الحرب التي لا تزال مستمرة والتي تمكن الجيش الروسي بموجبها من السيطرة على مناطق شاسعة في أوكرانيا أكثر من بعد، لا سيما على الناحية الاقتصادية، حيث أن ارتفاع الأسعار في كافة دول الاتحاد الأوربي أكد ذلك، ناهيك عن الشق السياسي الذي قسّم مواقف الدول بين متحفظ عن الإدانة ومدين بطريقة غير مباشرة، بما فيها الولايات المتحدة.

ومع بدأ الحملة العسكرية أعلنت روسيا اعترافها رسميا بجمهوريتين تقعان داخل الأراضي الأوكراني على الحدود مع روسيا نفسها.

وللحديث عن هذا الصراع الدائر ومآلاته وأبعاده وآفاق الحل فيه ومواضيع أخرى مرتبطة به، أجرت صحيفتنا حوارا مع الأستاذ حسن مصطفى، عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الرقة المدني، وجاء نص الحوار كما يلي:

ـ ماذا تريد روسيا من أوكرانيا؟

تسعى روسيا لبقاء أوكرانيا تحت المظلة الروسية وعدم الخروج من تحت يدها، وسعيها لعدم الانضمام لاتحاد الأوربي، وكون أوكرانيا تعتبر الباحة الخلفية لروسيا، وكون الأوكرانيين سعوا لدخول الاتحاد الأوربي لن تسمح روسيا أن تكون خاصرتها ضعيفة مع احتمالية امتداد حلف الناتو لدول البلقان، مما يؤدي لتبعات خطيرة جدا لذلك يحر ص الأوكرانيين قبل الاتحاد الاوربي لاتخاذ هذا القرار، رغم أن هذا القرار قد يدخلنا بحرب عالمية ثالثة.

ـ هل الصراع الرأسمالي الشيوعي هو امتداد للحرب الروسية من جهة والدول الأوربية وأوكرانيا على وجه الخصوص؟

كلنا نعرف أن الاحزاب الشيوعي انتهى عقدها في العام 1990 مع انهيار الاتحاد السوفيتي، لأن الاتحاد السوفيتي كان بمثابة الراعي لكل هذا الأحزاب الشيوعي، حتى الصين الشعبي التي تعتبر هذا الأحزاب ممثلة لها لم تعد تهتم بهذه المسألة، إنما هم الدول الأعظم وفي مقدمتها روسيا هي السيطرة على اقتصاد العالم.

أصبح الحزب الشيوعي واجهة سياسية لها، لكن ما تعمل عليه الأن يكاد يسابق الدول الرأسمالية في سياسته الداخلية والخارجية الاقتصادية سواء في الداخل أو الخارج، على سبيل المثال نلاحظ ازدهار الصين اقتصاديا في الداخل وتفوقها من خلال شركاتهم، وعلى الصعيد الخارجي هيمنتهم على الأسواق الخارجية الروسية والأمريكية والأوربية.

ـ برأيك ما أهمية أوكرانيا اقتصاديا، وهل أتاحت لها تلك المكانة أن تكون مطمع لروسيا؟

أوكرانيا تمثل قوة اقتصادية مهمة، فهي خزان حقيقي للاقتصاد العالمي تعتبر من الدول الأولى إنتاجا للقمح، وهو من المحاصيل الاستراتيجية التي تفقد كثير من الدول قراراتها السياسية عندما تعجز عن تأمين القمح لأبنائها، لذلك أوكرانيا هي الدولة الثالثة في إنتاج القمح إضافة للثروات الباطنية من معادن ونفط وغاز، بالرغم من ذلك إلا أن الأوكرانيين الوضع الاقتصادي لديهم ليس مزدهرا بالشكل المطلوب بالنظر إلى حالة الارتباك التي يعيشها المجتمع الأوكراني، من حالة تأهب وخوف من الاجتياح الروسي.

ـ لماذا أصبحت أوكرانيا ساحة للقتال السوري السوري بالوكالة؟

مجاميع المرتزقة الذي نأسف لتسميتهم بالسورين، لأنهم باعوا أنفسهم من

أجل حفنة من الدولارات للذهاب للقتال بعيدا عن وطنهم الأم سوريا، تعتبر جريمة بحق الشعب السوري بعد ما قاموا برهن أنفسهم وعقولهم لقوة غربية، وتقديم أنفسهم ضحايا لأجندات بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب السوري وعادات وتقاليد الشعب السوري.

ـ موقف تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية مبهم وغامض لماذا؟

تركيا الأن في حيرة من أمرها بالنسبة للوضع الأوكراني الروسي، علاقته مع الاتحاد الروسي علاقة قوة جدا بالنظر للمعاهدات التي وقعت بينها من خلال تقديم منظومة الصواريخ أس 300 و400، إضافة لعلاقته الاقتصادية مع أوكرانيا إذ تربطها علاقة قوية جدا، ومن جانب أخر علاقاته مع الغرب هي جزء من حلف الناتو، لذلك هي عاجزة عن اتخاذ قرار واضح وصريح بشأن هذه الأزمة، لكنها دخلت على خط الأزمة من أجل الإصلاح أنهاء الزمة التي إن استمرت ستكون نتائجها كارثية على منطقة أوروبا والشرق الأوسط أيضا.

ـ بالنسبة للصين وإيران.. ماهي انعكاسات الحرب على هاتين الدولتين برأيك؟

الصين وإيران هم من الحلفاء الاستراتيجيين لروسيا، إيران مرتبط بروسيا بشكل كامل حتى في مجال المفاوضات التي جرت في فيينا بشأن تخصيب اليورانيوم مع دول 5+1، روسيا كانت حريصة على أن تحقق ايران مكاسب من هذه المفاوضات، والأكثر من ذلك عندما أقدمت روسيا قبل بضعة ايام على طرح وطلب ضمانات مكتوبة من قبل أمريكا والاتحاد الاوربي في حال تم الاتفاق، وهذا لاشك هو استخدام لورقة النووي الإيران، للضغط على الجانب الأمريكي من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد تحقيق علاقة ومكاسب من الجانب الإيراني ونفس الوقت الضغط على أمريكا في المفاوضات.

ـ أصبح أي صراح خارج أو داخل الشرق الأوسط يتأثر به ما علاقة حلف الناتو بذلك؟

الصراعات على مستوى العالم تأثيرها لم يكون في يوم من الأيام على المحيط الجغرافي الذي يقع فيه الصراع، إنما انعكاساتها تكون على مستوى العالم، مثلا الاتحاد الروسي وأوكرانيا عندما أقدم الاتحاد الاوربي على منع الطائرات الروسية التحليق في أجوائها، هذا الأمر أدى لتكبد شركات الطيران خسائر مادية جسيمة مليارات الدولارات، تؤثر تلك حتى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، عندما ينتقل الشرق أوسطيون إلى أوروبا لان الاتحاد الروسي أيضا أغلق الأجواء بوجه الطائرات الأوربية، مما انعكس على المسافرين وزاد من معانتهم المادية والجسدية كون الرحلات أصبحت تأخذ طريق أطول من المعتاد، وأيضا على الدول المتنازعة فيما بينها، فقد فرضت الدول الأوربية وأمريكا عقوبات اقتصادية على روسيا، ومطالبة الاستغناء عن الغاز الروسي والنفط، إلا أن هذا القرارات تتطلب البحث عن بديل أخر لهذه المواد، هذا ما جعل التوجه الأمريكي والأوربي للشرق الأوسط، وقد أبدت الإمارات استعدادها التعويض عن النقص الحاصل للنفط في الأسواق العالمية، ولكن هذا سوف يشكل استنزاف لمخزون الإمارات من هذه الثروات.

ـ أين تتجه هذه الحرب بحسب وجهة نظرك الشخصية؟

هذه الحرب بالرغم مما حدث فيها اعتقد انها لن تطول طويلا، لأنه من غير المقبول حتى من قبل الجانب الأمريكي والاتحاد الأوربي أن يخرج الجانب الروسي مهزوما من هذه الحرب، هناك مساعي قد تكون تحت الطاولة يتم العمل عليها من خلال إيجاد تفاهمت مشتركة بين جميع الأطراف، إيجاد حالة تواصل بين الأوكرانيين وبين الروس بين الأمريكان والأوربيين، من أجل تحقيق ولو بالحد الأدنى المطالب الروسية ونفس الوقت المحافظة على خصوصية أوكرانيا، لذلك لسي مستغربا إن حصل اتفاق لأن من الغير المقبول ان تخرج دولة مثل الاتحاد الروسي مهزومة من دولة صغيرة مثل أوكرانيا، لأن إن حصل سيؤدي إلى انعكاسات على الساحة الدولية مستقبلا.