لكل السوريين

ارتفاعٌ وتفاوتٌ كبير في أسعار إيجارات المنازل بحلب

حلب/ خالد الحسين

بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي ولجوء العديد من المتضررين لمراكز الإيواء التي افتتحتها الحكومة والبعض لجأ لاستئجار البيوت حيث شهدت المدينة ارتفاعٌ كبير في إيجار العقارات بمدينة و فاوتت الأسعار المحددة تبعاً للمواصفات وحتى المنازل التي تحمل ذات المواصفات فقد تفاوت سعر إيجارها بشكلٍ كبير، وعلاوةً على ذلك فقد تأثرت تسعيرة الإيجارات بارتباط وصول التغذية الكهربائية إلى تلك المنازل.

فغلاء الإيجار في الأحياء الغربية المدعومة كهربائياً وتبدأ حاجة راغب الطلب على الإيجار من عدة عوامل أهمها عدد أفراد أسرته ومحاجاته لعدد الغرف المطلوبة، حيث تبدأ المنازل المعروضة من غرفة وصالون ومنافع إلى خمسة غرف، ثم يأتي العنصر الثاني الارتفاع الطابقي وبما يتناسب مع عمر وأبناء راغب الإيجار فكلما كان متقدماً بالعمر زادت رغبته بالمنازل الأرضية والحدائق والدور الأول.

وثالث العناصر إن كان طالب الإيجار لديه أبناء بالجامعة وهنا يحرص على البحث عن منزل قريب توفيراً لنفقات المواصلات وهدر الوقت، ويأتي العنصر الرابع وصول التيار الكهربائي للمنزل وأخيراً نظافة إكساء المنزل بالدهان وسلامة التجهيزات الصحية والحمامات وكلما توفرت تلك المواصفات ارتفع وحلق الإيجار المطلوب وزاد طلب المواطنين عليه وخاصة بالأحياء القريبة والغربية من الجامعة والتي يتهافت عليها أصحاب الدخل المحدود وهذه الأحياء التي يشتد الطلب عليها شتاءً هي “صلاح الدين” و”الحمدانية” والأعظمية” و”الأكرمية” و”سيف الدولة” “الميرديان”و “شارع النيل” و”حلب الجديدة”.

في حي “صلاح الدين” مثلاً أجار منزل طابق ثاني لا يقل عن ٣٥٠ألف ومثيله في “سيف الدولة” ٤٠٠” الف وفي “المشهد” ٣٢٠ ألف وفي “الحمدانية” يفوق ال ٤٥٠ألف بينما بالكاد والصعوبة تجد منازل معروضة للإيجارات في الأحياء المحيطة والملاصقة للجامعة مثل “الشهباء” و”حلب الجديدة” وإن وجدت بثلاث غرف قد يصل إيجارها إلى أكثر من ٦٠٠ الف بدون فرش وعليك ضرب الرقم بأثنين إن رغبت المنزل مفروشاً بينما بحي “المحافظة” و”الجميلية” يصل الإيجار إلى ٧٠٠ الف بدون فرش.

وفي حي “الشيخ طه” والسريان” أجار المنزل بثلاث غرف إلى ٣٢٥ ألف وفي “الميدان” إلى ٣٥٠ ألف علماً أن كافة الأحياء المذكورة يصلها التيار الكهربائي. الأحياء الشرقية أخف وطأة

وبالمقابل نلاحظ انخفاض أسعار إيجارات المنازل للأحياء الشرقية والشمالية عن مثيلاتها بالمساحة والارتفاع بالأحياء الغربية وذلك يعود لسببين

أولهما البعد عن مركز المدينة والجامعة والثاني عدم وصول التيار الكهربائي. وكمثال أسعار أيجار منزل ثلاث غرف “بحي طريق الباب” يتراوح بين ال ٢٠٠ ألف إلى ٢٥٠ألف ومحل بمساحة لا تتجاوز ال ١٠ م٢ يصل إيجاره الشهري إلى ٢٠٠ألف. فيما منزل بثلاثة غرف طابق ثالث بحي “سد اللوز” يطلب صاحبه ٢٧٥ ألف، وخمسة غرف بنفس الحي ٣٠٠ ألف، وثلاث غرف طابق ثالث بحي “بستان القصر” مطلوب بإيجارها ٣٣٠ ألف، وفي “هنانو” قد يصل إلى ٢٣٠ ألف وفي “الميسر” يصل إلى ٢٠٠ ألف وفي “الصاخور” دون ال٢٠٠ ألف وفي القاطرجي إلى ٢٠٠ ألف وفي “الصالحين والفردوس” يصل الإيجار إلى ٢٢٥ ألف.

فلا توجد تسعيرية ثابتة فالعملية هي تجارية بحتة لا توجد فيها رحمة والمادة القاسم المشترك بين أصحاب المنازل والمكاتب والمستأجر والذي يكون الحلقة الأضعف والعملية هي “عرض وطلب”، بحسب مواصفات وشروط صاحب المنزل وراغبه المستأجر.

ولكن الثابت والمشترك بين جميع الأحياء هو تحمل المستأجر نفقات الماء والكهرباء وكافة النفقات والضرائب الأخرى والتعهد بتسلم المنزل كما استلمه بدون أي أعطال في الصحية والكهرباء والخزانات وعلى الغالب تقع عمولة الكومسيون للمكاتب مناصفة ما بين المستأجر وصاحب المنزل، ومدة الإيجار على الغالب تكون لعام قابل للتجديد وبسعر مختلف.

“أم علي” تقطن في حي “الحمدانية” بملحق من حديقة منزل في حي “الحمدانية” تقول منزلي السابق في حي “طريق الباب” مدمر وهنا مستأجرة منزل متواضع وأدفع شهرياً ٢٤٥ ألف وقد قام صاحب المنزل ونظراً لظروفي بمساعدتي وتخفيض وحسم جزء من قيمة الآجار.

فيما “أبو حسام” بحي “طريق الباب” قال قمت باستئجار منزل لبنتي المتزوجة وهو عبارة عن غرفتين وصالون وقمنا بتجهيز مرافق المنازل من جميع النواحي وندفع لصاحب المنزل ١٧٥ ألف .

وقال “أبو عماد”: استأجرت منزل ثلاث غرف طابق خامس في حي “الأشرفية” بمبلغ ٣٠٠ ألف وبعد مدة طلب مني صاحبه رفع الإيجار إلى ٣٥٠ ألف رغم أنني موظف وصاحب دخل محدود.

أما “أحمد” تعاون على استئجار منزل بحي “الميريان” مع زملائه في الجامعة مفروش بأربعة أسرة حديد ومثلهم من الخزن وتلفاز وبراد والمنزل كما يقول عبارة عن ثلاثة غرف ومنافعهم وبالطابق الرابع بقيمة ٧٥٠ ألف، عدا عن دفع مصاريف قيمة الماء والكهرباء والأمبيرات والقيام بالإصلاحات كل فترة للحمام ودورات المياه وشبكة الكهرباء.

وتابع بعد رحلة طويلة وعناء لم نجد أرخص منه وبنفس الموصفات وبسبب قربه للجامعة ومع ذلك هو عبئ مادي كبير على أهالينا وحالتنا المادية إضافة لمصاريف الطعام والشراب والدواء والغاز والتدفئة ومستلزمات الجامعة.

كان الله بعون من ضاقت به السبل هو وأطفاله ودخل في رحلة معقدة للبحث عن منزل إيجار تحت وطأة الظروف المادية التي لا ترحم, والمطلوب تدخل الجهات المعنية ومجالس المدينة لوضع تسعيرة محددة للمتر المربع لكل منطقة وارتفاع طابقي مع مراعاة حالة ونظافة وإكساء الببوت المعروضة للإيجار.