لكل السوريين

المكون الفسيفسائي البشري، الذي سكن سورية عبر العصور

تعود بديات سكن البشر لسورية في العصر الحجري، الذي يطلق عليه العلماء عصر ما قبل الفخار، وقد قطنت الأرض السورية شعوب كثيرة ومتعددة، وكان وراء ذلك سبب رئيس هو جودة وخصبة مناخها المثالي، ومنذ أوائل الألف التاسع قبل الميلاد، دُجنت على أرضها الزراعة والحيوان، ولاحقاً عرف الإنسان هناك في تل “المريبط” بناء البيت الدائري، ثم البيت المستطيل وأخيراً البيت المربع.

ومنذ أوائل القرن الخامس قبل الميلاد سكنها “السومريون” و”الساميون”، حيث تطورت القفزة النوعية الهامة في التاريخ، وهي الانتقال من المجتمع الزراعي وسكن القرية، إلى حياة المدن بدءاً من السهل الرسوبي، الذي هو دلتا “الرافدين” حتى سواحل “البحر المتوسط”، ففي ذلك الزمن المبكر قامت اولى المدن في “الرافدين” مثل مدينة “أريدو”، و”أور”، و”الوركاء”، و”إبلا” وغيرها.

وفي هذه المدن كانت الثورة العمرانية، التي بدأت بالتخطيط البشري، للسيطرة على فيضانات الأنهر في “سورية وبلاد الرافدين”، وكذلك البدء في إنشاء السدود، وحفر القنوات، والترع، والجداول.

“الآكاديون”: هم “ساميون”  وتقول المصادر أنهم نزحوا من شبه جزيرة العرب، حيث جذبهم إلى الأرض السورية الحضور الحضاري ل”لسومريين”، وخصوبة الأرض السورية، إذ أنهم عاشوا منذ أقدم العصور مع “السومريين” جنباً إلى جنب، وآلت إليهم السلطة  في القرن ال/24/قبل الميلاد، أي بحدود/2400/قبل الميلاد، بقيادة “سرجون الآكادي”، الذي استطاع الهيمنة على جميع المدن السورية، وصولاً إلى “الخليج العربي” وقسم من “الأناضول”، وبذلك بنى أول إمبراطورية معروفة في التاريخ، التي تميزت بانتعاش اقتصادي كبير، كما انتظمت طرق القوافل، وتوسعت العلاقات التجارية.

أما “البابليون”:، فقد أقاموا دولتهم على أنقاض الدولتين الآكادية والسومرية، وبدأ الحكم الفعلي “للبابليين” بين الاعوام/1594-1894/ق.م، وقد حكم هذه الدولة( السلالة الأمورية) أحد عشر ملكاً لمدة ثلاثة قرون، بلغت فيها الحضارة السورية أوج عظمتها وازدهارها، وكانت الإدارة مركزية، تدار بقانون سنه الملك “حمورابي” لجميع شعوبها.

والملك “حمورابي” حكم بين السنوات/1750-1792/ق.ب، استطاع خلال فترة حكمه توحيد البلاد، وبناء إمبراطورية مترامية الأطراف، ضمت كل بلاد سورية الطبيعية ومناطق ثانية، و”لحمورابي” مسلة هي الآن في متحف “اللوفر” في “باريس”، وهي واحدة من أقدم وأشمل القوانين في العالم، التي تحتوي على/282/مادة تعالج مختلف شؤون الحياة، وبعد موت “حمورابي” حكم خمسة ملوك من ارومة سلالته.

“الكاشيون”: حكموا بين الأعوام قبل الميلاد /1157-1680/، وهم أقوام جبلية ويقول ثبت الملوك البابلي، بأنهم زحفوا إلى بلاد “بابل” من الجبال الشمالية الشرقية، واحتلوا “بابل” بعد أن تراجع عنها “الحثيون”، فأسسوا فيها سلالة كشية ولقب ملوكهم انفسهم بملوك “آكد وبابل”، واشهر ملوكهم “كوريك لزو”، الذي عاصر “أمنوفيس الثاني” فرعون “مصر” ووجدت اخبارهم في الواح تل “العمارنة”..

“الآشوريون”: كانوا يمتلكون جيش محارب ومنظم، حكموا “سورية” كلها أيام الملك “سنحاريب”، وكذلك شمال “العراق” واشهر ملوكهم” آشور ناصر بال الثاني”( 858-884)ق.م

“سنحاريب”(681-705)

آ”شور بانيبال (629-669) في فترة قبل الميلاد.

وباختصار شديد هناك أيضاَ “الكلدانيون” :(539-626) قبل الميلاد..

“الأموريون”: الذين سكنوا أواسط “سورية”

“الكنعانيون”: سكنوا جنوب “سورية” في الاراضي المنخفضة في فلسطين..

“الفينيقيون”: وقد سكنوا الساحل السوري، ومعنى تسميتهم “فينيكس”، التي تعني اللون الأرجواني الأحمر..

“العيلاميون”: الذين استوطنوا جنوب شرق بلاد ما بين النهرين وشرق سورية.

“الميتانيون”: تأسست مملكة “ميتاني” سنة *1500 قبل الميلاد، وهي مملكة “حورية- ميتانية” في “سورية” شمال “الهلال الخصيب”، وشرق “سورية” في فترة ما قبل الميلاد، وهم شعب “هندو- آري”..

“الحيثيون”: وهم شعب “هندو- أوروبي”، سكنوا “آسيا الصغرى” وشمال “سورية” منذ الالف الثالث قبل الميلاد.

“الهكسوس”: سكنوا “سورية” سنة/1750/ ق.م، إضافة إلى هذه الشعوب، هناك شعوب أخرى من الموجات البشرية، التي سكنت “سورية” مثل “الإغريق” و”الرومان” و”البيزنط”.. “سورية” هي مركزاً لإحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض، وعلى أرضها عاشت شعوب ذات فسيفساء ملون كما هو حالها في وقتنا المعاصر.

إعداد/ الباحث محمد عزو