لكل السوريين

“علي الخلف”.. نجم رقّي صاحب أعلى شهادة تدريبية بكرة القدم

عانت كرة القدم بالرقة كثيرا من قلة وضعف الكوادر التدريبية، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا حيث بدأت بعض الوجوه تظهر على الساحة، وكان من أبرزهم الكابتن علي حسن الخلف، الذي استطاع خلال فترة قصيرة من فرض وجوده من خلال محبته لمهنة التدريب واجتهاده وحرصه على المشاركة بكافة الدورات، بهدف كسب كل ما هو جديد في ميدان اللعبة وترجم كفاءته وتميزه ذلك عمليا عندما تولى تدريب أندية الرقة، الشباب والفرات، حيث حقق انجازات غير مسبوقة وانتصارات على فرق عريقة، وقاد نادي الشباب إلى المنافسة للتأهل للدرجة الأولى لأول مرة بتاريخه، كما حقق معه انجازات متميزة في مسابقات كأس الجمهورية عندما تغلب على فرق عريقة.

ويشهد الجميع لهذا المدرب النشيط أنه لو أتيحت له فرص تدريب خارج محافظة الرقة لنجح في فرض نفسه وإثبات وجوده في أندية عريقة، لما يمتلكه من خبرة ودراية وقدرة على تطوير مستوى الفرق التي يكلف بتدريبها.

وللتعرف على مزيد من المعلومات عن مسيرة الكابتن علي الخلف، التقت به صحيفتنا، حيث تحدث عن بدايته، فقال “ممارسته لكرة القدم كانت ضمن فرق مدارس ذي قار وابن خلدون، وقد شاهدني في تلك الفترة المدرب فواز الشطي فضمني إلى نادي الفرات وتدرجت فيه حتى فئة الرجال مع عدد كبير من اللاعبين المميزين، كذلك مثلت منتخبات مدارس المحافظة في البطولات المدرسية”.

ويضيف أنه كان “يهوى مهنة التدريب بشكل كبير، وأول مهمة كلفت بها تدريب فريق شباب نادي الفرات، ونظرا لرغبتي في الاستمرار في هذه المهنة ركزت على موضوع التأهيل العلمي عبر المشاركة بالدورات التدريبية لاكتساب المعرفة والخبرة، وسنحت لي أول فرصة في عام1999 حيث أقيمت دورة تضامن أولمبي بدمشق بإشراف المحاضر الإنكليزي روي ميلر، و كانت توجد معارضة كبيرة لترشيح اسمي لهذه لدوره المتقدمة بوجود مرشح آخر مدعوم من رئيس الاتحاد الرياضي بالرقة، لكن وقتها كان اصرار رئيس اللجنة الفنية لكرة القدم حسين هلال على ترشيحي للدورة التي استفدت كثيرا منها ومن خلالها”.

ويتابع “بدأت مسيرتي التدريبية بخطى ثابته في المشاركة في الكثير من الدورات حيث انجزت بنجاح جميع الدورات بمستوياتها الثلاثة التي أقيمت في سورية، وأنا الوحيد من الرقة الذي يحمل جميع هذه الشهادات، وكنت من المتفوقين على مستوى القطر أثناء الاختبارات النهائية في هذه الدورات بشهادة المحاضرين المشرفين عليها”.

ويشير إلى أنه كان حريصا على المشاركة في كافة الدورات المتقدمة ولو على حسابه الشخصي مثلما حصل في الدورة التدريبية التي أقيمت في مصر بمشاركة عدد من نجوم كرة القدم السورية أمثال حسين ديب وسامر بستنلي وطارق ملاح ومن السعوديه حمزة ادريس ونجوم عرب آخرين من عدة دول.

ويردف “كذلك شاركت بدورة صقل وتأهيل مدربين بإشراف الاتحاد الدولي وكان المحاضر من الكويت بدر عبد الجليل، دربت عدة فرق خلال مسيرتي، حيث عملت مدربا مساعدا لفرق نادي الشباب، ثم كانت المهمة الأكثر أهمية في مسيرتي التدريبية هي عندما تم تكليفي بتدريب فريق رجال نادي الشباب وهي مهمة صعبة كون النادي لديه جمهور كبير ولا يتقبل الخسارة ويمارس ضغوطا كبيرة على المدرب وادارة النادي”.

ويقول أيضا “لكن يمكن القول أنها كانت تجربة غنية وناجحة كل المقاييس، واستطعت بفضل دعم الإدارة وبعض الاداريين ومنهم مصعب المبروك وعبد اللطيف حبيب وحسين هلال وتعاون اللاعبين والتزامهم من تحقيق نتائج رائعة وتصدر دوري الدرجة الثانية، بعد أن تغلبنا على أندية عريقة كالحرية والجزيرة، وتأهلنا لأول مرة للصعود للدرجة الأولى، كما حققنا نتائج متميزة في مسابقة كأس الجمهورية عندما فزنا على نادي الشرطة المركزي وتأهلنا لدور 16 لأول مرة”.

ويتابع “حققنا نتيجة رائعة مع نادي الكرامة في عام2009 وصيف بطل آسيا، عندما فرضنا التعادل عليه بعد مباراة رائعة تابعها جمهور كبير ملأ مدرجات الملعب البلدي في الرقة، بعد أن قدمنا عرضا متميزا، ونتيجة لهذا التطور الملحوظ الذي شهدته كرة قدم الشباب حيث اعتبرت نقلة نوعية في تاريخ النادي وكرة القدم الرقية، كسبنا من وراء ذلك استقطاب عدد كبير من الجماهير الكروية التي بدأت تتوافد بكثافة لتشجيع فريق النادي في مباريات الدوري، مما ساهم في تحفيز اللاعبين على بذل أقصى الجهد لتحقيق الفوز الذي حدث في كثير من المباريات”.

ويستطرد “نتيجة لهذه النتائج المتميزة استمريت في تدريب فريق رجال نادي الشباب لمدة 4 سنوات متتالية وهي أطول مدة يقود فيها مدرب في النادي الذي اعتاد على عدم الاستقرار في تعيين الكوادر التدريبية حيث كان تم تبديل المدرب أكثر من مرة في كل موسم”.

ويوضح “في ظل هذا الوقت من النجاح في تحقيق الانتصارات سنحت لي فرصة التدريب خارج سورية، حيث تلقيت عرضا مغريا من أحد الأندية الاردنية الذي زارني بالرقة بحضور المدرب ساير سباكه، لكن اعتذرت منه لارتباطي مع نادي الشباب ورغبتي في إكمال مشواري معه، حيث كانت تلك المرحلة من أجمل اللحظات الكروية التي عشتها ضمن أجواء مثالية من التزام وتعاون اللاعبين وعلاقتي الجيدة معهم ودعم واهتمام إدارة النادي ومتابعة جماهيرية لافتة للنظر”.

ويكمل “في نهاية عام 2009 تم تعييني عضوا في قيادة الرياضة بالمحافظة، وكانت هناك تعليمات بعدم ممارسة التدريب خلال هذه المهمة، لكن خلال عام 2010كان نادي الفرات مهددا بالهبوط للدرجة الثالثة في ختام مرحلة الذهاب، واستنجدت بي ادارة النادي وتوليت مهمة تدريب فريق الرجال، واستطعنا خلال مرحلة الاياب من تحقيق نتائج جيدة واستقرينا بالمركز الثالث على المجموعة”.

ويختم حديثه بالقول “خلال أزمة الحرب وتوقف النشاط الرياضي في الرقة هاجرت إلى ألمانيا، وهناك تابعت العمل بالتدريب في نادي هولز كورلنغين لمدة ثلاث سنوات حيث كلفت بتدريب فرق القواعد، وبعدها دربت فريق شباب نادي الدورف، ثم رجعت لنادي هولزكولينغين حيث كلفت بتدريب فئة الشباب وأنا مستمر معهم حتى تاريخه، وخلال وجودي هناك حصلت على شهادة تدريب متقدمة من المانيا B – LZenZ، وأتشوق كثيرا للعودة إلى محافظة الرقة والعمل في أنديتها في حال توفرت الأجواء المناسبة”.