حلب/ خالد الحسين
لا تزال أزمة الكهرباء في مدينة حلب واحدة من أبرز التحديات اليومية التي تواجه سكان المدينة، رغم تسجيل تحسن طفيف في ساعات التغذية خلال الأسابيع الأخيرة. إذ يعاني الأهالي من انقطاعات طويلة ومتكررة تؤثر على مختلف مناحي الحياة، وسط وعود بتحسين الوضع، دون نتائج ملموسة حتى الآن.
وفي هذا السياق، قال المواطن “أبو محمد”، أحد سكان الأحياء الشرقية في حلب، لموقع “السوري”؛ “كنا نحصل على ساعة واحدة من الكهرباء مقابل خمس ساعات قطع، واليوم وصلنا إلى ساعتين مقابل أربع ساعات قطع، لكن هذا لا يكفي. الغسالة، البراد، وحتى المراوح لا تعمل بشكل طبيعي، وحياتنا مرتبطة بجدول الكهرباء”.
من جهته، أوضح المهندس سامي الأحمد، مسؤول في مديرية الكهرباء بحلب، أن التحسن المحدود في التغذية يعود إلى إدخال خطوط جديدة إلى الخدمة، وإصلاحات أُجريت مؤخراً في المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي، بالتعاون مع وزارة الطاقة. لكنه أشار إلى وجود تحديات كبيرة، أبرزها تضرر البنية التحتية خلال سنوات الحرب، وصعوبة تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد.
وتُعدّ أزمة نقص الوقود، وغياب الاستثمارات في القطاع الكهربائي، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، من أبرز العوامل التي تعرقل جهود تحسين واقع الكهرباء. وقدّرت مصادر رسمية الخسائر في القطاع بمليارات الليرات السورية، ما يبطئ وتيرة الإصلاحات مقارنة بحجم الدمار والاحتياجات المتزايدة.
وفي ظل استمرار التقنين، يتجه بعض سكان المدينة نحو حلول بديلة مثل تركيب ألواح الطاقة الشمسية، والاعتماد المتزايد على المولدات الخاصة، رغم كلفتها العالية.
وتؤكد تصريحات صادرة عن الحكومة التابعة لسلطة دمشق وجود خطط لتحسين التغذية الكهربائية في حلب عبر ربط المدينة بشبكات مستقرة، وزيادة الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة، لكن هذه الوعود لم تُترجم بعد إلى تحسن ملموس على أرض الواقع.
ومع اقتراب فصل الصيف، تتصاعد حاجة الأهالي لتأمين الكهرباء من أجل التبريد وتخزين المواد الغذائية، وسط تحذيرات من تفاقم المعاناة إذا لم تُتخذ خطوات جدية لتحسين التغذية الكهربائية.
ويبقى واقع الكهرباء في حلب مؤشراً واضحاً على حجم التحديات التي تواجهها المدينة، ومعاناة سكانها المستمرة، في انتظار حلول جذرية تعيد بعضاً من الاستقرار إلى حياتهم اليومية.