تقرير/ أحمد سلامة
يعتبر شهر رمضان من الأشهر المحببة للسورين، ويمارس فيه الاهالي طقوس معينة وعادات لا يمكن مشاهدتها في شهور السنة الأخرى، وتنفرد به دون غيرها من الدول الثانية في تعايشها مع هذا الشهر الفضيل، ويتمن استقبال شهر رمضان قبل ثلاثة وأربعة أيام من خلال مشاهدة الهلال لتعلن بداية شهر رمضان.
وعن العادات والتقاليد في سوريا سادت لدى أفراد الشعب السوري عادات وتقاليد خاصة بهذا الشهر، فالتنوع السوري بالمكونات السكانية من أكراد وأرمن وشراكسة وعرب وتركمان، أعطت سوريا نكهة خاصة بالبس والأكل والتنوع في العادات والتقاليد تميزها عن غيرها.
البيت السوري في رمضان يعج بالعادات والتقاليد الخاصة بمائدة رمضان الذي يجتمع فيه الأهل والأقارب وتضم عدد من أشهى أنواع المعجنات مثل (المعروك والكعك المحشي بالتمر والصمون)، وأيضا المشروبات ولعل أشهرها (السوس والجلاب والتمر الهندي)، وتعج المائدة السورية بأشهى أنواع الأطباق على مائدة الإفطار التي تزين السفرة الرمضانية مثل (الفتة والمحاشي والكبة بأنواعها).
أما عن وجبة السحور فتعتمد على اللبن المصفى والجبن والزيتون والمربيات، وقد جرت العائدة أن يكون هناك مسحر ليستيقظ الناس أثناء وجبة السحور إلا أن هذا العادة أصبحت قليلة جدا وتقتصر على بعض المناطق السورية، ويكون فيها اجتماع للعائلة كلها وبعدها تتم صلاة الفجر.
شهر رمضان هو شهر الزيارة وصلة الرحم، فيقوم الجيران بتبادل الأطباق فيما بينهم، ويعتبر من الأشهر الروحانية ذات الصبغة الدينية فهو شهر الصيام، وتكثر فيه العبادات من قراءة للقرآن وصلاة التراويح، فيتسم بالتسامح والمغفرة وتذكر الفقراء والمساكين والمسافرين عن طريق خيمات رمضانية.
وفي نهاية شهر رمضان يبدأ موسم تجاري كبير، ويهرع الناس إلى الأسواق للتزود بالملابس وحاجات العيد من حلويات الشرقية وغيرها، وتكون الأسواق مكتظة بالناس وتبقى المحال التجارية مفتوحة حتى ساعات الليل المتأخرة، استعدادا لنهاية شهر رمضان واستقبال عيد الفطر السعيد.
والجدير بالذكر أن بعض العوائل مازالت تحضر حلوى العيد في المنزل ، وتتسم الأجواء الرمضانية بالتنوع والاختلاف بين المناطق ففي السويداء تعتبر وجبة السمك مع الرز، وفي حمص تتسم بأطباق غذائية مختلفة ومتباينة أهمها الشعيبيات، وحلب تتميز بأكلة” الكبب بأنواعها”، فتتميز سوريا بأنواع كثيرة من المأكولات كالفتوش والتبولة وغيرها من المعجنات الكنافة والمدلوقة والنابلسية، إضافة للمحبة والألفة بين أفراد المجتمع السوري في شهر ر مضان المبارك تشتد، وينتهي شهر رمضان قبيل العيد بيوم وتبدأ أول أيام عيد الفطر لتعلن إنهاء شهر رمضان المبارك.