لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

أطلقت صيدلانية من مدينة شهبا بالريف الشمالي لمحافظة السويداء مبادرة إنسانية بعنوان “المحبة دواء” بهدف تأمين الدواء للمرضى المحتاجين له بشكل مجاني، وتوفير جهود المرضى في البحث المضنى عن الدواء في الصيدليات.

وأسست الصيدلانية على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من سيدات المنطقة للمساعدة على حل المشكلات التي تواجه المرضى في ظل أزمة الدواء، وارتفاع أسعارها إن وجدت.

وأطلقت نداء إنسانيا لكل شخص لديه علبة دواء لا يستعملها، لكي يأتي بها إلى الصيدلية لتقديمها لأي مريض محتاج لهذا الدواء، وبنفس الوقت إذا كان عند هذا المريض أدوية لا يحتاجها يضعها في الصيدلية ليساهم هو أيضا في إيصال علبة الدواء لمريض محتاج غيره.

ولاقت هذه المبادرة الإنسانية التي تقوم على إعادة تدوير الأدوية بين المرضى بشكل مجاني، ترحيباً كبيراً وتفاعلاً إيجابياً، حيث تمكن الكثيرون من الحصول على الأدوية، بما خفف عنهم عبء البحث عنه في الصيدليات، ووفر عليهم دفع ثمنها وهو غالباً غير موجود معهم.

وأعربت الصيدلانية عن سرورها بتعاون الناس في منطقة شهبا مع هذه المبادرة، وقالت “أشعر بالفرح عندما يأخذ مريض علبة دواء، بعد عناء البحث عنها”، وأشارت إلى أن مساهمتها ولو بجزء بسيط في خدمة المحتاجين من المرضى يجعلها راضية عن نفسها.

وانتقلت هذه المبادرة من شهبا إلى مدينة السويداء ومناطق أخرى، حيث يقوم عدد من الصيدليات بأخذ الدواء الزائد من المرضى، وتوزعه مجاناً على المرضى المحتاجين له.