لكل السوريين

كن كما تشاء

لطفي توفيق

قبل زمن طويل..

لم يكن من قبيل الصدفة أن يطلق الداعية الإسلامي الدكتور صلاح الراشد

على ألبومه الغنائي الأول.. اسم “كن كما تشاء”..

وعلى ما يبدو أنه عقد العزم.. وتوكل على الله..

واتخذ قراره ليكون “كما يشاء”.

لم ترحب العقول المتزمتة آنذاك.. بتحول داعية إلى الغناء..

وتبارى الذين يعتبرون أنفسهم وكلاء الله على أرضه..

بالتشهير بالداعية الإسلامي.. وكيل الشتائم له..

وتكفيره.. والدعوة إلى قتله.

مع أن غناء الداعية كان لاهوتياً.. وإنسانياً..

يهذب الروح.. ويسمو بالأحاسيس والمشاعر.

بل منهم من كان.. ولايزال.. يرفض الموسيقى جملة وتفصيلاً.

ويكفِّر كل من له علاقة قريبة.. أو بعيدة فيها.. ومعها.

ومنهم من كان.. ولايزال.. يعتقد أن الروح تنتشي بالموسيقى..

فتنتقل النشوى إلى الجسد.

وفي هذا ما فيه من الثبور.. وعظائم الأمور.

وبالتالي.. لم ترحب هذه الجماعات بالغناء سابقاً.

ولن ترحب فيه لاحقاً ولو كان لاهوتياً.. وإنسانياً..

يهذب الروح.. ويسمو بالأحاسيس والمشاعر

ولن ترحب لاحقاً بـ “كن كما تشاء”.

والمشكلة في “كن كما تشاء” ليست مع هذه الجماعات وحدها.

بل مع الذين يرون في أن نكون كما نشاء..

انتقاصاً من حقهم في امتلاك البلاد.. والعباد.

ومناقضاً لإصرارهم على أن نكون..

كما يشاء مالك البلاد.. والعباد.

والمشكلة فينا..

إذ كيف يكون “كما يشاء”.. من لا يملك من أمره شيئاً.

وكيف يكون “كما يشاء”.. من يسلم زمام أموره وقدره..

إلى من يتقن الإمساك جيداً بهذه الأمور

تلك هي المشكلة.

فإذا توكلنا على الله، وعقدنا العزم أن نكون “كما نشاء”.

ألن يعلّق الذين يعتبرون أنفسهم وكلاء الله على أرضه..

والذين يصرون على امتلاك البلاد.. والعباد..

مشانقنا ؟ّ!.

مرت أعوام كثيرة..

ولم نعرف ما إذا كان الداعية الفنان قد تمكن من أن يكون كما يشاء..

وربما تمر عقود قليلة..

قبل أن يتمكّن أو “يُمكَّن” أي منا أن يكون كما يشاء..

وربما تمر قرون قليلة..

قبل أن يصبح طرح هذه الهواجس لا حاجة له.

إذ يمكن لكل من يشاء.. أن يكون كما يشاء..

بمجرد أن يشاء.