لكل السوريين

من هم السوريون؟

محمد عزو

يقال لهم السوريون ويعرفون أيضاً باسم الشعب السوري أو الأمة السورية، أي بمعنى عصري مواطني الجمهورية السورية.

وفي زمن مضى كان هذا المصطلح يشمل منطقة أوسع، وهي سورية الكبرى المكونة من سورية والأردن وفلسطين ولبنان، ويطلق عليها أيضاً بلاد الشام.

واسم سورية أو لفظ سورية يعد يوناني الأصل، وقد استخدم هذا اللفظ في أقدم أطواره للإشارة إلى ناطقي اللغة السريانية في ما يسمى بمنطقة الهلال الخصيب، لا شك أن موقع سورية الجغرافي وأراضيها الخصبة، قد لعب دوراً كبيراً في اجتذاب هجرات بشرية كثيرة عبر التاريخ، وحدث أن تمازجت هذا المكونات  مع بعضها البعض.

أما الهوية السورية الحديثة، فقد بدأت ملامح هذه الهوية بالتشكل خلال القرون الوسطى، وبدءاً من بداية القرن التاسع عشر ميلادي تعد مرحلة حاسمة في تكوين سورية، إذ أنه ظهرت منتديات أدبية، وجمعيات ذات اتجاهات مختلفة من سياسية وثقافية، وظهر مفكرون من مختلف المكونات نادوا وأسسوا الهوية السورية، وهوا ما شهق عالياً خلال القرن العشرين الميلادي المنصرم.

وبالعودة إلى الاحتلال الفرنسي لسورية الذي قسم سورية إلى ما يعرف باسم “الولايات السورية العثمانية” الثمانية البائدة، فإننا نقول أن خمسة منها قد اتخذت بشكل تدريجي حتى عام /1936/م لتشكل الجمهورية السورية والهوية السورية أي بما نعرفه عنها اليوم.

وسورية اليوم وحالياً لا يمكن إعطاء صورة عن سكانها، بسبب وجود مغتربين ونازحين ومتحدرين، وفي شكلها الحالي العربية هي اللغة الرسمية، إلى جانب اللهجات السورية الأخرى ( الأكثر تداولاً) الكردية، الآرامية، السريانية، الشركسية.

والشعب السوري يعد شعباً متنوعاً قومياً وعرقياً، في أكثريته يصنف شعباً سامياً الغالبية من العرب،  وهناك وجود الأكراد والأرمن والسريان بنسب متباينة، ومنذ القرن التاسع عشر كانت هناك هجرات نشطة من كافة المكونات، نحو العالم دوافعها اقتصادية بحتة بالدرجة الأولى، وحسب الأرقام المتاحة يقدر عدد السوريين بكافة ألوانهم بين(36- 39) مليون مواطن.

ويقسم سكان سورية بين حضر وهم سكان المدن الكبيرة والصغيرة، ذات نمط حياتي متحضر حديث، هذه المدن كبرت وتطورت بعد النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم، وأبرز هذه المدن دمشق- حلب- حمص – اللاذقية – ، وكافة مدن الجزيرة الفراتية وأيضاً هذا التطور طال أهل الريف، ولا ننسى بعض المجتمعات البدوية والعشائرية المتواجدة على مختلف الأرض السورية، والزراعة تشكل المصدر الرئيس لمعظم السوريين، ومستوى الحياة الاقتصادي انحدر كثيراً بعد الأزمة السورية.

والأمل معقود على بناء دولة سورية حديثة، تتسع لكافة المكونات ديمقراطية النهج الحر.. وأخيراً وليس آخراً لا بد من الإشارة إلى أن الشعب السوري وريث حضارات عظيمة لعبت دوراً ريادياً في التاريخ القديم.