طرطوس/ أ ـ ن
في ظل الظروف الراهنة لاقت مهنة سائقي الموتوسيكلات في طرطوس وريفها، استحسان وتجاوب المواطنين في التنقل بها، مع محدودية مستخدميها من الذكور فقط لاسيما من طلاب الجامعات الذين يفضلون استخدامها كوسيلة أرخص من التاكسي العمومية.
على زاوية كراجات طرطوس وريفها وفي الأسواق الرئيسية والمشافي والساحات العامة، أصبح مشهد دراجات الأجرة مألوفا في المدينة التي أنهكتها أزمة المواصلات العامة. يصيح أصحابها ومعظمهم شبان في مقتبل العمر بين وقت وآخر “تكسي”، يقدمون خدمة التوصيل للراغبين بأسعار أقل بكثير من سيارات الأجرة، وهي مهنة توسعت خلال الأعوام الأخيرة بفعل استمرار التدهور القياسي غير المسبوق في الحالة المعيشية للغالبية العظمى من سكان طرطوس وريفها، وتآكل قيمة مداخيلهم الشهرية وندرة فرص العمل المجزية.
وان صاحب دراجة نارية يقف يوميا على زاوية الكراج مع عدد من أصحاب الدراجات الأخرى، أن ما دفعهم للعمل بنقل الركاب بالأجرة على دراجته، هو ضعف الأجور في باقي الأعمال وندرة فرص العمل التي تحقق دخلا جيدا، أن خدماتهم تلقى طلبا واستحسانا من فئة الشبان في الكراجات لا سيما مع صعوبة تأمين وسائل مواصلات في وقت الذروة وملائمة الأجور التي يتقاضونها منهم مقارنة بسيارات الأجرة.
ورغم عدم وجود ترخيص رسمي لعمل الدراجات النارية في طلبات الأجرة، لكن الشاب مقداد أكد: أن الأمور تسير بشكل جيد، وهذا العمل ليس جديدا وبدء به منذ قرابة 3 أعوام، ولم ينكر في الوقت ذاته حصوله على عدة مخالفات بحسب مزاجية شرطي المرور، وأضاف: بالمتوسط أقوم بما لا يقل عن 10 توصيلات يوميا، ودخل هذا العمل أفضل من مئة وظيفة، وأفضل من العمل لدى الآخرين، منذ بدأت هذا العمل تحسن دخلي كثيرا رغم ساعات الانتظار الطويلة التي أقضيها، وتبلغ كلفة الطلب الذي تصل مسافته إلى 5 كيلومترات 7 آلاف ليرة سورية، والذي تصل مسافته إلى 10 كيلومترات 12ألفا، في حين أن الطلب الذي تصل مسافته ما بين 20 و25 كيلومتراً تتراوح أجرته ما بين 25 و30 ألفا، وأن هذه الأسعار قليلة إذا ما قورنت بأسعار الطلبات التي يتقاضاها أصحاب سيارات الأجرة، مضيفا أن بعض الطلبات تصله إلى خارج المدينة لاسيما القرى القريبة.
لا يقتصر وجود دراجات الأجرة على الكراجات فحسب بل تتعداها إلى الأسواق والمشافي والساحات الشهيرة في طرطوس، مثل الشاب قيس الذي يقف يوميا في ساحة المشبكة في وسط طرطوس، وأن الناس بعد أن يئست من الصعود في الحافلات العامة والخاصة لجأت إلى الموتورات بسبب جشع سائق التكسي العمومي، وهذا العمل فيه فائدة للجميع، ووفر فرص عمل للكثير من الشبان كما خفف من أزمة النقل بأقل التكاليف، حيث أن مصروف الدراجة النارية أقل بكثير من السيارات إذا يكفي ليتر البنزين الواحد لقطع مسافة تصل إلى 40 كيلومترا، إن ظاهرة أجرة الدراجات النارية انتشرت في الكثير من مناطق ومدن طرطوس منذ عدة سنوات لكنها توسعت كثيرا خلال العامين الأخيرين بفعل الأزمة الاقتصادية وغلاء أجور التاكسي، وأن معظم العاملين بهذه المهنة هم من الشبان الصغار، ومعظم الدراجات النارية مهربة وبعضها مؤخرا يعمل على الطاقة الكهربائية وهذه تستخدم للتوصيلات القصيرة بأجور أقل، ورغم تغاضي الشرطة في كثير من الأحيان عن عمل هذه الدراجات إلا أن الأمر لا يخلو أحيانا من حملات ضدهم تنتهي بمصادرة هذه الدراجات وتغريم أصحابها .
الدراجات النارية أو ما يعرف بالموتور التكسي لجأ إليها بعض المواطنين للتخلص من أزمة المواصلات العامة وغلاء أسعار التكسي، وتقوم فكرة التنقل عبر الموتورات إلى اتفاق يبرم بين صاحب الدراجة والراكب على التوصيل رغم التضييق الذي تمارسه الشرطة، لكن هنالك عدة أشخاص يعتمدون الموتور التكسي في الوصول إلى أعمالهم بشكل يومي مؤكدين على أنها أرخص السبل بالرغم من خطورة ركوبها في وقت تفتقر البنية التحتية للطرقات في طرطوس وريفها إلى اللافتات التحذيرية والإشارات الطرقية.
ان استخدام الدراجات النارية للتوصيل المأجور يعتبر أمرا غير آمن، باعتبار أنها غير مهيأة إلا لشخص واحد، إضافة إلى أنه لا تتوافر فيها مبادئ السلامة وعدم تقيد كثير من سائقي هذه الدراجات بشروط السلامة من ارتداء الخوذة إلى التأني في القيادة وغير ذلك من الشروط التي يجب اتباعها في أثناء قيادة الدراجة النارية، إضافة إلى أن هناك كثيرا من الشباب يقودون الدراجات النارية بطريقة رعناء وعلى الطرق الرئيسية وهذا ما يسبب وقوع الحوادث، وأن كثيرا من سائقي الدراجات النارية ليست بحوزتهم شهادة قيادة، إضافة إلى أن بعضهم لا يأخذ بعين الاعتبار عدد الراكبين على هذه الدراجة، بحيث يتجاوز عدد الراكبين على الدراجة أربعة أشخاص وهذا يشكل خطرا على الجميع باعتبار أن الدراجة النارية غير مهيأة لهذا العدد من الركاب، وان معظم الدراجات النارية التي تخالف أنظمة المرور غير نظامية ومن الممكن أن يكون بعضها مسروقا، لذلك فإن المحافظة ضد انتشار هذه الدراجات في الشوارع لما تشكله من إزعاجات ووقوع للحوادث، ويعتمد عدد من سكان قرى ومدينة طرطوس على الدراجات في تنقلاتهم اليومية في ظل نقص وسائل النقل الأخرى وانعدامها في أوقات الذروة، وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر، في ظل نقص الوقود وأزمة المحروقات والفشل في حل أزمة المواصلات، ظهرت مؤخرا الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن والأحياء والى القرى في ريف طرطوس، وبدأت تنتشر كوسائل نقل بديلة لكنها غير آمنة.