لكل السوريين

بعد اشتباكات دامية ومدمرة.. هدوء حذر يسود مدينة جاسم

درعا/ محمد الصالح

تشهد مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، حالة من الهدوء الحذر بعد التوصل إلى اتفاق بين طرفي الاشتباك من خلال مفاوضات أشرف عليها اللواء الثامن واللجان المركزية، وأسفرت الاشتباكات التي نشبت في المدينة عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة آخرين بينهم مدنيون.

وانعكست الأضرار التي سببتها في المدينة على حياة اليومية للأهالي، خاصّة في الحيين الغربي والجنوبي، حيث جرت المواجهات بين الطرفين المتنازعين.

ولم يتمكن الأهالي من الخروج من منازلهم لتأمين حاجاتهم اليومية، وقال أحدهم “نخرج لشراء حاجيات المنزل في وقت الهدوء، ونخشى أن تعود الاشتباكات من جديد في أي لحظة، ويخرج إطلاق النار من هنا أو هناك”، حسب مصدر محلي.

واشتكى مواطن آخر من قطع مصدر رزقه بقوله “الأوضاع المعيشية أساساً صعبة جداً، وأنا أعمل باليومية، إذا عملت اليوم، أكلت وأكلت عائلتي، وإذا لم أعمل بقينا بدون أكل، ولليوم بقيت تسعة أيام بدون عمل”.

وحسب مصدر من المدينة تضررت العديد من المنازل نتيجة الرصاص الذي دخل من النوافذ، كما تضررت بعض المنازل نتيجة لقذائف الهاون والقذائف الأخرى.

لجنة لفضّ النزاعات

تم عقد اجتماع في المسجد القديم وسط مدينة جاسم، ضم قيادات من اللواء الثامن واللجنة المركزية ولجنة التحكيم الشرعية، ووجهاء المدينة وتم الاتفاق خلاله على تشكيل لجنة تضم وجهاء من أبناء المدينة وقيادات من المركزية ولجنة التحكيم، لتبدأ بفضّ جميع النزاعات في المدينة وليس فقط بين طرفي الخلاف الأخير.

كما تم الاتفاق على منع المظاهر المسلحة في مدينة جاسم منعاً باتاً، حيث لن يسمح بحمل السلاح من أي طرف في المدينة، ومن يتم ضبطه يحمل السلاح ستتم محاسبته ومصادرة سلاحه.

وتم التأكيد على تفويض اللجنة المركزية واللواء الثامن بتنفيذ القرارات الصادرة عن اللجنة التي تم تشكيلها.

ووصلت أرتال للواء الثامن واللجنة المركزية إلى المدينة للفصل بين طرفي الخلاف، وانتشرت ضمن أحياء المدينة، وأجرت عدة اجتماعات مع وجهاء المدينة، كما عقدت اجتماعات بين قياديين من اللواء الثامن واللجنة المركزية واللجنة الشرعية من جهة، ووجهاء من عائلتي الحلقي والجلم المتنازعتين من جهة أخرى، وتم الاتفاق خلالها على عقد صلح عشائري بين العائلتين وملاحقة المطلوبين منهما ومحاسبتهم، وإزالة المظاهر المسلحة من شوارع المدينة وعودة الحياة إلى طبيعتها.