لكل السوريين

تدهور بأسعار الخضار في إدلب، المزارع يتعرض لخسائر كبيرة

إدلب/ عباس إدلبي 

انخفضت أسعار الخضار بشكل كبير في عموم شمال غرب سوريا، في إشارة لاختلاف الميزان التسويقي الذي يوافق ما بين كلفة الإنتاج وسعر السوق.

أبو أحمد، مزارع من ريف إدلب الغربي، التقى به مراسلنا ليطلعنا على الواقع الذي وصل إليه المزارع في إدلب.

وقال المزارع الخمسيني إنه “في كل عام يتعرض المزارع لنكبات لم تكن بالحسبان، فمرة ترتفع أسعار المحروقات بشكل فجائي وتارة تغلق الممرات التي تصل الريف الشمالي لحلب بإدلب، وأحيانا أخرى العوامل الجوية تقضي على المحصول”.

ويضيف “وبكل الأحوال المزارع وحده من يتحمل أعباء تلك الظروف بدون مد يد المساعدة أو تعويض عن أضراره وخسارته”.

ويتابع “في هذا العام قمنا بزراعة الخيار بالرغم من ارتفاع سعر البذار وتكلفة العامل، إلا أننا توقعنا سعرا جيدا، ولكن نفاجئ بانخفاض شديد في سعر الخيار ليصل لحدود النصف ليرة تركية، علما أن تكلفة الكيلو غرام الواحد تصل لنحو أربع ليرات ونصف، وبهذه الحالة نكون تعرضنا لخسارة فادحة دون أن يشعر أحد بوضعنا”.

وخلال جولتنا أيضا بريف إدلب الغربي التقينا مع عدد آخر من المزارعين، ومن بينهم المهندس الزراعي طه العمر الذي يملك أرضا بنفس المنطقة، بالإضافة لعمله بالإشراف الزراعي، والذي أيضا بدوره حدثنا عن الواقع المأساوي كما وصفه المزارعون، وعن أسباب انخفاض الأسعار بهذا الشكل.

وقال العمر “إذا ما قارنا ما بين كلفة الإنتاج وسعر المبيع، بالإضافة لفرق العملة نجد أن المزارع أكبر المتضررين، ومنذ بداية الموسم الصيفي حتى الآن نجد الانهيار المتسارع لليرة التركية أحد أهم أسباب تكبد الخسائر، إذ أن المزارع لا يمكن أن يسوق محصوله بغير العملة التركية، وبالتالي عليه تحمل أعباء انهيارها”.

ويضيف “من ناحية أخرى ارتفاع أسعار البذار والأسمدة والمبيدات أيضا مرتبط بالليرة التركية، حيث أن عملية شرائها بالدولار الأمريكي والإنتاج بالليرة التركية، وهذا يعني أن المزارع أيضا يتحمل فرق التصريف وبالتالي الخسارة”.

ويكمل “أنا على سبيل المثال قمت بزراعة نبتة الكوسا والتي أيضا انخفض سعرها لمستوى غير مسبوق، إذ وصل سعر الكيلو لنحو ليرتين ونصف، علما أن تكلفتها وصلت لـ 7 ليرات تركية، وحالي كحال باقي المزارعين، الذين لا حول لهم ولا قوة”.

ويشير المهندس إلى أن انهيار الليرة التركية المفروضة على سكان شمال غربي سوريا كان له تبعات على جمعي المستويات، ولكن المزارع من أكبر المتضررين لأنه ارتفاع أسعار المحروقات والبذار والمبيدات وأجرة العامل والنقل كله على عاتقه، والسبب فرق العملة ما بين يوم ويوم، حسب وصفه.

ومن خلال جولة على بعض الأسعار في السوق لاحظنا انخفاضا غير مسبوق وبشكل سريع لبعض أسعار الخضار، ووصل سعر الكيلو الواحد من الخيار إلى ليرتين ونصف، والكوسا بـ 3 ليرات، والبطيخ الأحمر بـ ليرتين ونصف، والباذنجان لحوالي 4 ليرات، والبندورة بـ 5 ليرات.