لكل السوريين

موقع يسرد قصة ثلاثة لاجئات سوريات تحدين اللجوء ونجحن دراسيًا

نشر موقع “أنا إنسان” قصة ثلاث لاجئات سوريات تحدين ظروفهن الصعبة، وسنوات لجوئهن ومآسيها، خاصة بعد فقدانهن لأزواجهن، وتواجدهن وحيدات برفقة أطفالهن، حيث اعتقلت السلطة السورية زوجي “ريم ووئام” وهما شقيقتان، ووفاة شقيقهما أثناء القصف وهو زوج “فدوى” اللاجئة الثالثة، حينها كان لـ “وئام” خمسة أطفال أكبرهم 11 عاماً، ولـ “ريم” أربعة أيضاً اكبرهم 10 أعوام، أما “فدوى” فلديها ثلاثة أكبرهم خمس سنوات.

بدأت معاناة النساء الثلاث بعد خروجهن من “داريا” بريف دمشق، بسبب المجزرة الكبرى التي شهدتها المنطقة، حيث تنقلن من منزل لآخر في ضواحي دمشق، قبل ذهابهن إلى لبنان، وعيشهن في بيت غير مكسي بإحدى المناطق النائية هناك، والتي تفتقر للكهرباء والتمديدات الصحية، عدا عن الروائح الكريهة والدائمة، وانقطاع المياه.

وبسبب ظروفهن السيئة، وعدم قدرتهن على تأمين المال أو حتى الطعام والشراب، لم يستطعن تعليم أطفالهن، وبدأن باللجوء للمنظمات الإنسانية، لمساعدتهن أو تسجيل أطفالهن في إحدى المدارس، لكنهن لم يحصلن على الدعم أو المال، فبحثن عن عمل لا يحتاج إلى شهادة جامعية، حيث بدأن بالعمل من المنزل في تغليف “الأكياس” لإحدى المعامل، إلا أن المردود القليل، دفعهن للتسجيل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والتي قامت بإعطائهن المساعدات المالية.

وقد قالت “فدوى” في حديث للموقع: “عشنا جميعاً في بيت واحد وما زلنا إلى الآن، كانت أيام صعبة لن ننساها، حيث كنا يوميا في منزلنا الأول، نجلب المياه بأواني ونحملها إلى السطح لتعبئة الخزان، لا كهرباء أيضاً، وبيت لم يتم إكساؤه، وروائح كريهة دائماً في المكان، مضيفة، إلا أنه بعد حصولنا على مساعدات من المفوضية السامية انتقلنا لمنزل جيد، وبحثن عن عمل خاص بنا”.

السيدات الثلاث لم يتوقفن عن حضور الدورات التدريبية، وعدن إلى مقاعد الدراسة، وتقدمن لامتحانات الشهادة الثانوية، وبذلك استطاعت “فدوى” التي كانت تبلغ 27 عاما، و”وئام” 31 عاما، من الحصول على الشهادة الثانوية، حيث تمكن من الحصول على وظيفة بمرتب لا يمكن اعتباره جيداً، ولكنهن شعرن أنه ممتاز جدا، فالمبلغ على الأقل يمكنهن من تأمين بعض الاحتياجات.

السيدات “ريم ووئام وفدوى”، استطعن النجاح فعلاً والتغلب على وضعهن الصعب، ويعتبرن مثال وقدوة لكثيرات تشبههن، ودافع لهن للاستمرار والمقاومة.