لكل السوريين

بجهود عشائرية.. نزع فتيل الفتنة التي حيكت لإحراق المنطقة

دير الزور/ علي الأسود

يعمل شيوخ ووجهاء عشائر الريف الشرقي لدير الزور على حل الخلافات بين أبناء المنطقة، وتصدر عن مجالس الصلح العشائرية أحكاما ملزمة للطرفين يغلب عليها طابع العرف العشائري، وتلتزم بها أطراف النزاع لإنصاف المنطقة كاملة بالصفة العشائرية بكل مفاصل حياتها.

عادة تبدأ طقوس الصلح بكلمة للطرف المحكوم، يليها كلمات من ممثلي الأطراف المتخاصمة، يعلنون فيها انتهاء الخلاف والصيغة التي تم الصلح على أساسها.

تلجا العشائر إلى المحكمين الذين يتصفون بصفة دينية، بالإضافة لصفتهم العشائرية، ويكون المحكم من قبيلة ثانية أو طرف ثالث، ويكون دور هؤلاء المحكمين مهم في إنهاء قضايا كبرى يخشى من تفاقمها لتصل إلى ما لا يحمد عقباه.

كذا هو الحال بالنسبة لعدة خلافات عشائرية تمت في مناطق الريف الشرقي لدير الزور، فبداية كان الخلاف بين عشيرتي الدميم الذين يتواجدون بقرية البحرة وجارتهم بلدة هجين التي يتواجد فيها قبيلة العبيد.

بداية الخلاف العشائري كان بين شخصين على أمور مادية، ليتفاقم بعدها ويكبر الموضوع إلى درجة الاقتتال بين الطرفين بالأسحلة، وراح ضحية الخلاف قتلى من الطرفين، فورا تدخلت القوات العسكرية وأوقفت القتال، جاء بعدها دور الوجهاء ليكون الحل والسلام يسودا المنطقة بتاريخ 18 آب 2020، بعد انتشار الهلع والخوف بين عامة الناس من العشريتين.

حضرت كاميرا صحيفتنا الصلح بين العشيرتين، والتقت بشيخ عشيرة الدميم، عكلة المصيخ، الذي قال “نشكر كل من ساهم في إخماد الفتنة ووضع حد نهائي لهذا النوع من النعرات العشائرية، ولله الحمد انطفئت نار الفتنة، وكان الدور البارز لقوات سوريا الديمقراطية التي أوقفت الاشتباكات فورا، ووضعت الحواجز قبل اتساع رقعة الخلاف وإيقافه، الأمر الذي مهد الطريق للصلح بشكل سريع”.

وتابع “هذا الصلح سوف يكون بداية للخير بإذن الله بين القريتين، كما إنه سيشجع بقية المتخاصمين لحل كل النزاعات بينهم، والخلاف والاقتتال لا يجلبان سوى الويلات على المنطقة المنكوبة اصلا كونها خارجة حديثا من حرب دامت لسنوات”.

بعد هذا الصلح بأشهر، تم صلح آخر أيضا بجهد الوجهاء والقوات العسكرية، هذا الصلح أتى بعد اقتتال دام لأكثر من 15 عام بين عائلتين من أبناء عشيرة الشعيطات، راح ضحيته أكثر من عشرة قتلى بين الطرفين.

تطور هذا الخلاف من خلاف بسيط بين شخصين إلى خلاف بين عائلتين من العشيرة، وهم الغدير والخابور، وراح ضحيته قتلى وأضرار طالت الجيران.

وبالصلح بين العائلتين عادت الأمور كسابق عهدها في العشيرة الواحدة، وسارت الحياة والتجارة إلى حالتها الطبيعية، لأن الخلاف أسهم بتوقيف الكثير من النشاطات للجميع.

وبعد أيام من صلح الشعيطات، تم صلح آخر بين الرفيشات والقبلان على نفس شاكلة الحل السابق الذي تم بينهم.