لكل السوريين

محافظة القنيطرة.. عودة عمليات التحطيب الجائر

القنيطرة/ محمد الصالح

عادت عمليات التحطيب الجائر وقطع الأشجار في محافظة القنيطرة إلى سالف عهدها بعد ارتفاع أسعار الوقود واقتراب فصل الشتاء.

وتركزت هذه المرة في ريف القنيطرة الشمالي الذي لم يسبق أن شهد عمليات تحطيب واسعة من قبل، كما حدث في المناطق الحراجية بريفي المحافظة الأوسط والجنوبي.

وأصبحت عمليات قطع الأشجار مهنة بعض الأهالي في المنطقة، وخاصة الشباب المدمنين الذين وجدوا في قطع الأشجار أسهل الطرق للحصول على المال وشراء احتياجاتهم من المواد المخدرة، حسب مصدر محلي.

وساهم ارتفاع أسعار المحروقات بالسوق السوداء في زيادة عمليات التحطيب، إذ تسجّل أسعار الوقود ارتفاعاً يومياً مع اقتراب الشتاء، وتخفيض مخصصات المحافظة من المحروقات إلى النصف، وتجاوز سعر ليتر المازوت سبعة آلاف ليرة سورية.

الرعي الجائر

ساهمت عمليات الرعي الجائر أيضاً في القضاء على الغطاء النباتي في المنطقة، وكانت سبباً في تراجع نمو الأشجار التي سبق أن تعرضت للقطع.

وصارت مئات الهكتارات من الغابات الطبيعية مهددة بالتصحر، إذ تبلغ مساحة الحراج الطبيعية في محافظة القنيطرةِ حوالي سبعمئة هكتار موزعة في بلدات جباثا الخشب وطرنجة والمدينة القديمة وبريقة وبئر عجم وكودنة، ومعظمها من أشجار السنديان والبلوط والملول والسرو والصنوبر والخوخ البري والزعرور والبطم.

وزاد من تفاقم أزمة التحطيب والرعي الجائر في المنطقة ارتفاع أسعار المحروقات وتأثيره على الحياة المعيشية اليومية، كارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأجور وسائل النقل، وعلى إنتاج المشاريع الزراعية والصناعية.

وسبق للأهالي أن ناشدوا مديرية زراعة القنيطرة للحد من الأزمة من خلال زيادة عدد عناصر المخافر الحراجية وزيادة مشاريع التحريج الصناعي، وتوعية الأهالي من مخاطر عمليات التحطيب والرعي الجائرين، دون أي استجابة بحسب أهالي المحافظة.

يذكر أن معظم الأحراش المنتشرة من شمال القنيطرة إلى جنوبها شهدت مؤخراً عمليات قطع واسعة من قبل الأهالي بهدف استخدامها للتدفئة.

وحسب مدير زراعة القنيطرة، فقدت هذه الأحراش في السنوات الأخيرة نصف مساحتها تقريباً بسبب عمليات التحطيب المستمرة والرعي الجائر.

وتعرضت أكثر من نصف مليون شجرة للقطع العشوائي في  السنوات الماضية، الأمر الذي أدى إلى اختفاء أحراش بلدتي بريقة وبئر عجم بالكامل.