لكل السوريين

الليرة التركية تدفع 3 مليون إنسان في إدلب لفقرٍ مدقع

السوري/ إدلب ـ مازال الانهيار الاقتصادي يتهاوى يوم بعد يوم في إدلب، فكل المؤشرات تدل على انهيار السوق الإدلبي بعد دخول الليرة التركية ومضاربتها على وجود الليرة السورية، إلا أن الأخيرة مازالت لها مكانتها عند الكثيرين من سكان هذه المنطقة وترفض التعامل بغير الليرة السورية.

أبو أحمد، تاجر جملة في سوق إدلب، يشكو تباين سعر الصرف وتأرجح سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، معقبا على قرار فرض الليرة التركية بدل السورية، فيقول “الليرة التركية أدخلتنا في دوامة الصرافة، فبات المواطن لا يعرف أي عملة يقتني، فمثلا نحن تجار الجملة نقوم باستيراد البضاعة بالدولار، وعند بيعها نقوم بييعها بالليرة التركية، بناء على قرار (حكومة الإنقاذ)، وبالتالي يزيد على المواطن فوارق التصريف بين العملات”.

أما أم طارق، وهي نازحة من خان شيخون جنوبي إدلب، وقد بدا على محياها علامات اليأس والقهر والفقر، حيث تعمل مستخدمة في إحدى المستشفيات، حدثتنا عن معاناتها في ظل فرض الليرة التركية، فقالت: “التجار يرفضون أخذ العملة السورية، ومعظم العمال وأنا واحدة منهم أتقاضى راتبي بالليرة السورية، وعند شرائي أي شيء يطلبون مني التصريف للعملة التركية، الأمر الذي جعل قسما كبيرا من الراتب يذهب فرق تصريف”.

وأدى غلاء الأسعار إلى ضعف الحركة الشرائية، وبالتالي انعكس سلبا على حركتي البيع والشراء في أسواق إدلب، التي باتت في حالة ركود تام، حيث أن إجبار المواطن على التداول بالعملة التركية جعلت الوضع المعيشي يزداد سوءا.

ويقول حسان، وهو شاب في الثلاثين من عمره: “في كل ارتفاع لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار هناك مأساة تتجدد، فالأسعار دائما في صعود، وعند تحسن الليرة لا نرى أي تحسن بأسعار المواد الغذائية أو أي مواد أخرى”.

يذكر أن دولة الاحتلال التركي فرضت على المواطنين في شمال غرب سوريا التعامل بالليرة التركية بدلا من العملة السورية، ما زاد من صعوبة تأمين مستلزمات المعيشة في ظل فقر مدقع يهدد أكثر من 3 مليون إنسان.

تقرير/ عباس إدلبي