لكل السوريين

كيف توّج سيتي بطلاً للبريميرليغ؟

 عبد الكريم البليخ 

كان من حق فريق مانشستر سيتي الإنكليزي وعناصره المجتهدة الفوز ببطولة البريميرليغ بعد مشوار طويل وشاق خاضوه في الموسم الحالي، ويُعدّ هذا الموسم هو الأفضل بالنسبة له على الاطلاق، بل وأنه أفضل من موسم 2017 – 2018 الذي فاز به بلقب الدوري الممتاز بكرة القدم بعد أن كسر الرقم القياسي لأكبر عدد من النقاط في موسم واحد بـ 100 نقطة، أو حتى في الموسم الماضي 2020 – 2021 عندما اضطر إلى تغيير طريقة اللعب وإعادة ضبط الفريق من جديد، بعد التعادل المحبط على ملعبه أمام وست بروميتش البيون بهدف لكل فريق.

في الموسم الحالي الذي انتهى بفوزه في المباراة الختامية للدوري على فريق أستون فيلا، تمكن سيتي من قلب تخلفه عنه بهدفين لصفر حتى الدقيقة 76 فاز عليه بـ 3ـ 2 بسيناريو مدهش لفت الأنظار على مدى 5 دقائق مجنونة، ليحتفظ بلقبه بطلاً للدوري الإنكليزي، حارماً في الوقت ذاته منافسه الوحيد ليفربول من إحراز رباعية غير مسبوقة في إنكلترا.

وفرض البديل الألماني غوندوغان نفسه نجماً للمباراة بتسجيله هدفين من أصل ثلاثة لفريقه في الدقيقتين 76 و81 بعد دخوله بديلاً في الدقيقة 69، في حين سجل الإسباني رودي في الهدف الثاني في الدقيقة 78 وحسم مانشستر ستي اللقب بفارق نقطة واحدة عن ليفربول 93 نقطة لسيتي مقابل 92 نقطة لليفربول الذي حقق فوزاً متأخراً بدوره على ولفر هامبتون 3-1 واللقب هو الخامس لكتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا في المواسم الخمسة الماضية، والثامن للفريق في تاريخه.

وفوز سيتي بالبطولة وعن جدارة، يعني التميّز، يعني أنها حكاية مدرب مجتهد، قاد الفريق بتحدٍ وإصرار نحو تحقيق كسب قصب السبق الذي من حقه أن يُفاخر به.

النهاية السعيدة لفريق سيتي لم تكن لتكون لولا العلاقة القوية والوثيقة التي تربط غوارديولا برئيس مجلس إدارة النادي، ومدير الكرة والرئيس التنفيذي والمستشارين المقربين منه.. ولا أحد ينكر تمتع غوارديولا بقدر كبير من الذكاء والحساسية المفرطة، وإن السمة الأخيرة من شخصيتة على وجه الخصوص تمثل مصدر قوة هائلة، لأنها تمنح المدير الفني ما يمكن وصفه بالحاسة السادسة فيما يتعلق بلاعبيه وبالفريق الخصم، وكان الشهر الأخير بالنسبة له من عمر الدوري هو الأصعب بالنسبة له ولطاقمه التدريبي. ففريق مانشستر لعب أمام ليفربول على ملعب الاتحاد وتعادل معه بهدفين لكل فريق في العاشر من نيسان الماضي، ثم اصطدم بأتلتيكو مدريد في مباراة الذهاب للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوربا.

وبعد 3 أيام فقط كان الفريق يتجه إلى ملعب ويمبلي الشهير لمواجهة ليفربول مرة أخرى في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنكليزي ليخسر “السيتيزنز” في هذه المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.. ثم بعد تحقيق 3 انتصارات متتالية في الدوري أمام برايتون، واتفورد، وليدز يونايتد، والفوز على ريال مدريد في مباراة الذهاب للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوربا 4 -3، عاد الفريق إلى العاصمة الإسبانية من جديد لخوض مباراة العودة، لكن مانشستر سيتي ودّع المسابقة بعد نجاح النادي الملكي بالفوز عليه في عقر داره بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ومع ذلك نجح مانشستر سيتي في التغلب على أحزانه وإحباطاته سريعاً ليسحق نيوكاسل بخماسية نظيفة، وولفرهامبتون بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يتعادل أمام ويستهام بهدفين لكل فريق، ليُبقي على آمال ليفربول في المنافسة على اللقب، ويتعيّن عليه الفوز في المباراة الأخيرة على أستون فيلا حتى يفوز بالطولة، وهذا ما تحقق له.

الفارق في حصاد بطولة الدوري الإنكليزي للدوري الممتاز “بريميرليغ” هو نقطة وحيدة فقط بين الفريقين الكبيرين مانشستر سيتي وليفربول، وفوز سيتي بالبطولة لم يأت عن عبث، وأكثر ما لفت نظرنا هو الحضور الجماهير الغفير الذي تابع مجريات المباراة الختامية في الدوري بين مانشستر سيتي وأستون فيلا والتي انتهت إلى فوز سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

في الواقع سيتي أمتعنا بمباراته الختامية.. صحيح أنه خسر الرهان في الصعود لخوض نهائي أبطال أوربا الذي جمع بين ليفربول وريال مدريد، وفوز ريال بـهدف مقابل لا شيء بعد لقاء مثير.

بقي أن نقول مبروك للاعبي ومدرب وإداريي مانشستر سيتي بطولة البريميرليغ، وهاردلك لليفر حصوله على المركز الثاني في الدوري.