لكل السوريين

ظاهرة نبش القمامة تعكس الوضع المعيشي المتأزم في “تل أبيض ورأس العين” المحتلتين.. تقرير لوكالة إخبارية يتناول الواقع المعاش فيهما

نشرت وكالة نورث برس المحلية تقريرا تناولت فيه الواقع المرير في كل من تل أبيض ورأس العين المحتلتين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.

وجاء في بداية التقرير أنه رغم التكتم الإعلامي وغياب التقارير الحقوقية، تشير المعلومات الواردة وبحسب سكان محليين من منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة الموالية لها إلى أن هناك تفاقم في الوضع المعيشي باستمرار، بالإضافة إلى أن التنظيمات الإرهابية تقوم بأعمال عنف وانتهاكات بحق السكان.

وفي الرابع والعشرون من حزيران/ يونيو الماضي، أطلقت الاستخبارات التركية برفقة الشرطة العسكرية، حملة أمنية تحت مسمى “مكافحة الخارجين عن القانون.”

وحاولت الشرطة العسكرية طرد بعض العائلات المنحدرة من دير الزور من المدينة، إلا أن الأخيرة رفضت ذلك، ما تسبب باندلاع اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن خمسة أشخاص من الشرطة العسكرية، بحسب شهود عيان.

وذكرت مصادر مطلعة لذات الوكالة، بأنه خلال الحملة، أقدم مسلحون على سرقة منازل سكان أثناء زعمهم البحث عن المطلوبين.

وذكر ناشطون أن هذه الحملة جاءت بعد رفض الكثير من المرتزقة الذهاب للقتال إلى ليبيا واليمن وغيرها من المناطق بإيعاز من تركيا، بوصفهم “خارجين عن القانون”.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، احتلت تركيا ومرتزقتها حملة عدوانية انتهت باحتلال المنطقة الممتدة بين تل أبيض بريف الرقة الشمالي ورأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، بمساحة تتجاوز مساحة دولة لبنان.

وتسبب الهجوم حينها بنزوح الآلاف من سكان المنطقتين، وقامت دولة الاحتلال باستقدام الآلاف من عائلات المرتزقة وتوطينهم في منازل السكان الأصليين، في خطوة تسعى من خلالها للتغيير الديمغرافي.

وفي الثالث من حزيران/ يونيو الماضي، أصيب طفلان، نتيجة انفجار لغم أرضي بهما في “سوق الهال القديم” وسط المدينة.

وفي السابع من حزيران/ يونيو الماضي، قال مصدر من سكان ريف رأس العين الغربي، إن عناصر من فصيل ما يسمى “‘شهداء البدر” اعتقلوا الشاب “محمد السلوم” وطالبوا ذويه بفدية مالية تقدر بعشرة ملايين ليرة سورية مقابل إطلاق سراحه.

وفي نهاية الشهر الماضي، أضرب العديد من أصحاب الأفران والمهن في المنطقتين عن العمل على خلفية رفع تسعيرة المحروقات.

وبحسب مصدر مطلع لذات الوكالة، فإن قادة الفصائل التي تستولي على المعابر في تل أبيض ورأس العين، رفعت تسعيرة برميل المازوت من 230 ألف ليرة إلى 400 ألف ليرة سورية.

وبحسب المصدر، فإن رفع التسعيرة جاء على خلفية فرض قادة الفصائل أكثر من 100 ألف ليرة كرسوم جمركية على كل برميل، دون سابق تنبيه.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، غضباً شعبياً عارماً، حيث اتهم النشطاء قادة الفصائل المرتزقة بالفساد والمحسوبية والسرقة.

وجاء ذلك في وقت يعاني السكان في تلك المناطق من واقع معيشي متردي لعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة.

ويشدد سكان محليون في رأس العين على أن ظاهرة نبش القمامة في ازدياد، بينما قال أصحاب محلات تجارية إن الوضع الاقتصادي يتجه من “سيء إلى أسوأ”، وفي حال استمر الوضع على هذا المنوال سيغلقون محالهم التجارية لضعف حركة البيع، بحسب ما قالوا للوكالة.

وفي الثالث الشهر الماضي، اندلعت اشتباكات قوية جرت بين فصيلي “شهداء البدر” و”الموالي” في ريف رأس العين، بعد مشادات كلامية على أحد الحواجز يتبع لـ”الموالي” بمنع أحد المسلحين من الفصيل الآخر بتهريب سكان إلى الأراضي التركية.