لكل السوريين

عودة عمليات الخطف واحتجاز عناصر أمنية.. تصريحات الحكومة بشأن أزمة روسيا وأوكرانيا تثير القلق، وفوضى الأسعار والأن تربك أهالي السويداء

السويداء/ لطفي توفيق

أثارت تصريحات الحكومة حول إطلاق قرارات لمواجهة التداعيات المحتملة للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد السوري، القلق لدى سكان السويداء والفوضى في أسواقها، وحلّقت أسعار معظم المواد الغذائية بشكل عير مسبوق، وفقدت بعض المواد الأساسية تمهيداً لاحتكارها من قبل كبار التجار.

وخفضت الحكومة طلبات المازوت الواردة للمحافظة إلى النصف، وطلبات البنزين إلى سبعة طلبات بعد أن كانت تسعة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بالسوق السوداء بحدود ألف ليرة لكل ليتر من المادتين.

وفاقمت فوضى الأسعار وفقدان بعض المواد، حالة القلق التي تعيشها المحافظة نتيجة للوضع الأمني المتوتر بعد وصول التعزيزات إليها خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مؤخراً، وعودة عمليات الخطف من أجل الفدية بعد أن تراجعت خلال الفترة السابقة.

احتجاز عناصر أمنية

اشتبهت مجموعة أهلية بحافلة أمنية متوقفة في حي سكني بمدينة السويداء، قرب منزل أحد منظمي الاحتجاجات الشعبية، فقامت باحتجاز عنصرين كانا داخل السيارة، ولدى التحقيق معهما تبين أنهما من عناصر التعزيزات الأمنية التي وصلت إلى السويداء على خلفية الاحتجاجات الشعبية.

وحسب مصدر من المجموعة، لم يظهر بأقوال العنصرين أو بأجهزة الاتصال الخاصة بهما، ما يثير الشكوك حول سبب تواجدهما قرب المنزل.

فتم إطلاق سراحهما بمبادرة حسن نية، وللتأكيد على عدم وجود أي رغبة بالاحتكاك مع القوى الأمنية، والتمسك بمبدأ رد الاعتداء إن حصل، والتحذير من عواقب أي اعتداء على الحراك السلمي، حسب المصدر.

وحرص المحتجون منذ البداية، على عدم الاحتكاك مع هذه القوى، وكانوا ينقلون أماكن وقفاتهم الاحتجاجية من المناطق التي يتكاثر فيها الانتشار الأمني إلى مناطق أخرى.

احتجاجات الجرحى

‏تداعت مجموعة من جرحى الجيش السوري بالسويداء، لتنظيم وقفة للمطالبة بحقوقهم، حيث يعانون من عدم الحصول على حقوقهم من حصة مازوت تدفئة، والمعونة، والمنحة الإسعافية، والعلاج والأدوية إلًا “بشق الأنفس”.

واتصل بعض المسؤولين مع الداعين للوقفة، ودعوهم إلى لقاء المحافظ الذي استقبل عدداً منهم واستمع إلى مطالبهم، وتعهد لهم بتقديم “كل ما يمكن”.

وعلّق أحد الجرحى على اللقاء بقوله “نتمنى أن لا يكون الحديث مجرد وعود مثل المرات السابقة”.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي سيء على الجميع، لكن الكثيرين من الجرحى لديهم إعاقات دائمة تمنعهم من العمل، وعلى الحكومة أن تلتزم برعايتهم بحسب القانون.

وكان العشرات من الجرحى قد اعتصموا أمام مبنى المحافظة عام 2019، للمطالبة بتأمين شواغر وظيفية لذويهم أو منحهم رخص بسطات لتأمين لقمة عيشهم.

وحاول المحافظ آنذاك، اسكاتهم بمبلغ 10 آلاف ليرة لكل شخص منهم، فرفضوا استلامها.

خطف عبر وسائل التواصل

اختطف مجهولون شاباً ينحدر من حمص، وطلبوا فدية مالية كبيرة للإفراج عنه، وتم استدراج الشاب من قبل فتاة تعرّف عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت له إنها من ريف دمشق وتقيم في مدينة شهبا شمالي السويداء، فقرر الشاب خطبتها بعد التعرف على عائلتها.

ولدى وصوله إلى شهبا انقطع الاتصال معه، ثم تواصل الخاطفون مع عائلته وطلبوا خمسين ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.

وحسب عائلته، انفصل الشاب عن زوجته قبل فترة، وهو يبحث عن فرصة زواج جديدة.

وعلى إثر معرفتها باختطافه تم إسعاف والدته إلى المشفى بعدما تدهورت حالتها الصحية خوفاً على مصيره، خاصة أن عائلته لا قدرة لها على دفع الفدية المطلوبة.

وناشد أقارب الشاب الجهات الأمنية والمرجعيات الاجتماعية والدينية بالسويداء العمل على تخليصه من الخاطفين.