لكل السوريين

تصعيد خطير بأزمة سد النهضة.. أديس أبابا تقود المنطقة إلى حافة الهاوية

تقرير/ لطفي توفيق 

صعّدت أديس أبابا الأزمة القائمة بينها وبين القاهرة والخرطوم إلى درجة خطيرة قد تهدد أمن واستقرار الدول المتشاطئة على نهر النيل، والدول المجاورة لها.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، أن إثيوبيا ستبني أكثر من مئة سد مائي صغير ومتوسط، في مناطق مختلفة من بلاده، خلال السنة المالية الجديدة.

وأشار إلى أنه سيكون لبناء هذه السدود دور فعال في الإنتاج الزراعي الذي سيتضاعف حوالي ثلاث مرات في السنة، بهدف ضمان الأمن الغذائي لإثيوبيا.

وشدد على ضرورة تحقيق الخطة المعلنة، وحث جميع الأطياف الإثيوبية على التكاتف لتحقيقها.

ويضاف هذا الموقف الجديد إلى التعنت الإثيوبي في البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد رغم عدم توصل الأطراف الثلاثة إلى اتفاق فيما بينها، ومحاولات أديس أبابا المستمرة لفرض سياسة الأمر الواقع المحفوفة بالمخاطر، رغم الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح كافة دول حوض النيل التي يشكل نهر النيل عصب الحياة فيها، وخاصة مصر التي تعتمد عليه في الحصول على مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر سد النهضة تهديداً للحياة فيها.

مصر ترفض وتحذر

سارعت مصر إلى إعلان رفضها لتصريحات رئيس وزراء الإثيوبي، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن “مصر ترفض ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي حول نية إثيوبيا بناء عدد من السدود في مناطق مختلفة من البلاد”.

وأكد المتحدث على أن هذا التصريح يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار، وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومسّخرة لخدمة مصالحها فقط.

وأوضح بيان أصدرته الخارجية المصرية أن مصر أقرت بحق جميع دول حوض النيل في إقامة مشروعات مائية واستغلال موارد نهر النيل من أجل تحقيق التنمية لشعوبها، “إلا أن هذه المشروعات والمنشآت المائية يجب أن تقام بعد التنسيق والتشاور والاتفاق مع الدول التي قد تتأثر بها، وفي مقدمتها دول المصب”.

كما اعتبر نائب في البرلمان المصري تصريح رئيس وزراء إثيوبيا “بمثابة إعلان حرب وتحد سافر هدفه حصار مصر مائياً ويكشف عن سوء نوايا الحكومة الإثيوبية ضد مصر والسودان”.

وكان الرئيس المصري قد أكد على تحذيره من فرض سياسة الأمر الواقع في أزمة سد النهضة، خلال زيارته إلى دولة جيبوتي.

كما أعاد التأكيد على رفض مصر لأى إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتي المصب، السودان ومصر.

السودان يحذّر ويتأهب

تحدثت أنباء صحفية أن السودان يستعد للحرب إذا أصرت أديس أبابا على فرض الأمر الواقع، مالم يتحرك المجتمع الدولي وينجح في لجمها.

وخلال جولتها الإفريقية، أكدت وزيرة الخارجية السودانية على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وسعت الوزيرة إلى كسب تأييد إفريقي لموقف بلادها الداعي إلى حل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية ضمن إطار الاتحاد الإفريقي.

وفي بيان لها، ذكرت وزارة الخارجية السودانية أن هذه الجولة تأتى في إطار حرص السودان على تكثيف التواصل مع القادة الأفارقة في الأولوية المتقدمة التي تشغل السودان وتقديم موقفه الذى ينطلق من مرجعيات قانونية ويدعم الجهود الحالية للاتحاد الإفريقي في مفاوضات سد النهضة بين الأطراف الثلاثة.

ومع استمرار أديس أبابا  بتصعيد الأزمة ومحاولاتها فرض سياسة الأمر الواقع على البلدين، تتصاعد في السودان كما مصر، الأصوات التي تنادي بالتدخل العسكري لإثناء إثيوبيا عن مخططها.

ويرى مراقبون أن مصر والسودان تستعدان لخوض حرب ضد أديس أبابا في ظل تعنتها، ورفضها للحلول الدبلوماسية، ومن هنا جاءت المناورات العسكرية التي تمت مؤخراً بين الجيش المصري والسوداني، وشاركت فيها قوات برية وبحرية وجوية من البلدين.

وكانت إثيوبيا قد أكدت أكثر من مرة  بأنها مستمرة بالعمل بالسد، ولن تقبل أي مساس به، وحشدت قواتها على حدودها مع السودان.