لكل السوريين

قصمت أحلام العثمنة الجديدة.. في ذكرى تحريرها الخامس.. الرقة تزيل آثار الإرهاب الداعشي، وتستقبل النازحين السوريين من مختلف المحافظات

يستعد أهالي الرقة للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لتحرير المدينة من إرهاب داعش الذي عاث خرابا فيها، وجعلها مدينة منكوبة.

وتصادف هذه الفترة الذكرى السنوية الخامسة لتحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش الإرهابي، الذي دحرته قوات سوريا الديمقراطية من المدينة بعد معارك طويلة، كبدت التنظيم ومرتزقته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وبعد التحرير مباشرة، باشرت لجان مجلس الرقة المدني الذي تأسس قبل تحرير المدينة، بإعادة الحياة للمدينة، فبدأت عملية إعادة الحياة لها بإزالة مخلفات الإرهاب، من ركام ومتاريس، كان يستخدمها مرتزقة التنظيم في الشوارع والأحياء السكنية، ما جعل الأهالي أشبه بدروع بشرية، كانت قد أخرت عملية التحرير، وجعلتها دقيقة للغاية.

ومع مرور السنوات الخمسة على تحرير المدينة، وعلى الرغم من تأثر المدينة بالأزمة التي تعانيها البلاد ككل، وبالأخص الأزمة الإنسانية، حيث تعد المدينة أكثر المدن السورية اكتظاظا بالنازحين من مختلف المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي جعلت موضوع إعادة الإعمار بطيء جدا، إلا أن الأحياء التي كانت مدمرة عادت مجددة عبر البناء.

لجان المجلس أعادت الحياة للمدينة

أولى أعمال إعادة البناء كانت بإعادة تعبيد الطرقات، وتأهيل البنى التحتية والمؤسسات الحكومية، التي اتخذها مجلس الرقة المدني كمراكز للجانه والمؤسسات الفرعية التابعة لها.

وأولت الإدارة الذاتية للتعليم أهمية خاصة، إذ بعد سنوات الظلام والجهل والتخلف أبان حكم داعش، قامت الإدارة الذاتية بإعادة بناء المدارس التي دمرت، وإنشاء مدارس جديدة للمساهمة بنشر الوعي والعلم بين مكونات المنطقة، وذلك عن طريق افتتاح لجنة التربية والتعليم في مدينة الرقة.

وقد قامت لجنة التربية بدورات تأهيلية لكافة المعلمين في السنوات الماضية، وبعد افتتاح المدارس عند تحرير المدينة، لإخراج الناس من التخلف والسواد الذي سيطر على مدينة الرقة في ظل حكم داعش والفصائل المسلحة خلال الأزمة السورية الأخيرة.

أما عن الصحة فقد كانت لها النصيب الأكبر لما لها من أهمية وضرورة لمدينة الرقة، فقد تم إعادة ترميم وبناء مستشفى الرقة العام، وفي سابق من نوعها افتتاح قسم خاص بالحروق مستقل عن المستشفى، وتعد من أهم وأكبر الصروح الصحية في سورية كافة.

فضلا عن انتشار المستوصفات والعيادات المتنقلة في ريف المدينة، وتأهيل مبنى العيادات الشاملة الذي يتكون من مجموعة عيادات جلدية وداخلية، ويقدم الخدمات الصحية لسكان المدينة وريفها في أي وقت.

قصمت أحلام أردوغان

كانت الرقة إبان سيطرة التنظيم عليها تعد بمثابة أحلام بعيدة لدولة الاحتلال التركي، حيث أن زعيم حزب العدالة والتنمية كان يرى الرقة تعد بمثابة ركيزة له ليكمل مشروعه العثماني، سيما وأن التنظيم كان يحظى بدعم مباشر من قبل الحكومة التركية.

ما يؤكد تعاون تركيا مع المرتزقة هو امتعاض تركيا نفسها من القضاء على التنظيم في مناطق شمال شرقي سوريا، كوباني، ثم الرقة، ثم دير الزور.

واليوم، وبعد مضي خمسة أعوام على تحرير الرقة، تعد الوجهة الأولى لكل النازحين القادمين من المحافظات السورية، الفارين من جحيم إما الحرب أو الغلاء أو انعدام الأمن.