لكل السوريين

مزارعات من دير الزور تعتبرن حبس مياه الفرات سلاح بيولوجي تستخدمه تركيا لتهجير سكان المنطقة

اعتبرت نساء وفلاحات ومزارعات من دير الزور أن السياسة التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي بحبسها لمياه نهر الفرات ومحطات ضخ مياه الشرب في الحسكة وسيلة لتهجير سكان المنطقة وسياسة تجويع تهدف لزعزعة المنطقة.

ومنذ بداية العام الحالي تحبس دولة الاحتلال التركي مياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، حيث لا تزيد كمية المياه المتدفقة إلى الداخل السوري عن 200 متر مكعب في الثانية، وهذه الكمية تقل بكثير عن المتفق عليها بين الحكومتين السورية والتركية عام 1987.

وأدى نقص منسوب مياه نهر الفرات إلى تدهور الزراعة الصيفية التي يعتمد عليها فلاحو دير الزور.

ولا يقتصر استخدام دولة الاحتلال التركي لحرب المياه على نهر الفرات فحسب، فمنذ احتلالها للمنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين أقصى شمال سوريا وهي تقطع مياه الشرب عن الحسكة وأريافها بشكل كامل، ما تسبب بمعاناة يومية تسببت بتعطيش ما يقارب مليون نسمة.

ورغم المطالبات بالضغط على الاحتلال التركي للكف عن الأساليب اللا إنسانية إلا أن المجتمع الدولي بما فيه الحكومتين السورية والعراقية لا يزال يلتزم موقف الصامت حيال هذا الموضوع.

وفي حديث لها مع وسائل الإعلام، اعتبرت الرئيسة المشتركة لمديرية الزراعة في هجين، آمنة السالم، إن قيام تركيا بتخفيض نسبة المياه أثّر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وأدّى إلى انتشار الأوبئة والتسمم نتيجة شرب المياه الملوثة، خاصة أن غالبية السكان يجلبون المياه المستخدمة من النهر مباشرة دون تعقيم.

وتابعت “مناطقنا تعتمد بنسبة 99 بالمئة على نهر الفرات، لذا استغلال تركيا للوضع وقطع المياه محاولة لتهجير السكان، خاصة وأن المياه هي العنصر الأساسي”.

مؤكدة “نحن الآن أمام مشكلة كبيرة، وسط تهميش المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية لهذا الوضع”، مناشدة إياها بالضغط على تركيا لإرسال الكمية المتفق عليها مع سوريا والعراق، وهي 500 متر مكعب في الثانية، تكون نسبة 60% منها من حصة العراق.

ويتسبب حبس مياه الفرات، بتعطيش أكثر من 7 مليون نسمة في سوريا والعراق في المناطق المشاطئة للنهر في البلدين.

المزارعة هدية العبود من أهالي ريف دير الزور قالت أيضاً: “أنا أعمل في زراعة الخضروات الصيفية في منزلي منذ عدة سنوات، لكن انخفاض مياه نهر الفرات أثّر بشكل كبير على مزرعتي”.

وأشارت هدية إلى إن التكاليف تتضاعف بسبب لجوئهم إلى الآبار الارتوازية، غير أن مياه الآبار تكون مالحة مما تؤثر على الزراعة، لذلك هناك فرق كبير بين مياه نهر الفرات والآبار.

أما عضوة لجنة المرأة في مجلس الشعب ختام حدو قالت إن حبس المياه جريمة تضاعف معاناة الأهالي، لأن أغلبهم يعتمدون في معيشتهم على الزراعة، وأكدت “تركيا تسعى من قطع المياه لتجويع الشعب وهلاكه وزعزعه استقرار المنطقة.