لكل السوريين

الخوف من الاغتيالات والزكاة المفروضة.. انتشار “داعش” في البادية السورية يجبر النساء على القيام بالأعمال بأنفسهن بدلا عن أبنائهن

السوري/ حمص

تتخوف نساء من أرياف محافظة حمص، وسط سوريا، على حياة أولادهن عندما يخرجون لرعي الأغنام، وبذلك تضطررن للقيام بتلك الأعمال بأنفسهن، ما يجعلهن تلقين أعباء جديدة فيها مشقة حسب ما قالت بعضهن.

وتعود أسباب تخوف النساء لانتشار عناصر من مرتزقة داعش في بادية حمص، بالإضافة إلى تواجد بعض المقاتلين من الميلشيات الإيرانية التي أيضا تثير تخوفهن.

وتشهد بادية تدمر بريف حمص الشرقي انتشارا كبيرا لعناصر من مرتزقة داعش، بالإضافة إلى تواجد للميلشيات الإيرانية في بعض المناطق القريبة من حمص.

وعلى الرغم من العمليات العسكرية التي شنتها القوات الحكومية بدعم روسي وإيراني من جبهتي الغرب والشرق للبادية إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يتواجد بنسب متفاوتة إلى حد ما.

وقالت سميرة، وهو اسم مستعار لامرأة تبلغ من العمر 47 عاما إنها “تضطر للقيام برعي الأغنام بنفسها رغم أن لديها 3 أولاد تتراوح أعمارهم بين الـ 17 و23 عاما، وهم قادرين على الرعي إلا أن خطورة البادية جعلتها تخرج بنفسها لترعى الأغنام البالغ عددها 70 عاما”.

وتضيف “لدينا بعض أشجار النخيل، وتحتاج لرعاية في غالبية الأحيان، إلا أن زوجي يضطر للخروج للعناية بها بمفرده، مع أن العمل فيها شاق، ولكن الوضع الأمني يدفعه لذلك”.

ولا تخلو البادية السورية من ريف حمص الشرقي وصولا إلى ما بعد الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور من انتشار مرتزقة داعش والميلشيات الإيرانية، وكلاهما يشكلان خطرا على الأهالي، وبالأخص الشباب.

وأشارت سميرة، إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي لا يقتلون أبنائنا ولكنهم يجبروننا على دفع الزكاة، وفي حال امتناعنا عن ذلك يأسرون الأبناء، وبذلك نضطر لسداد الزكاة المفروضة”.

وتمنع السيدة أطفالها من الخروج لأراضٍ بعيدة، “ربما يعاقبون أولادي لأنهم لا يرتدون الزي الذي كانوا يفرضونه على السكان خلال سيطرتهم على المنطقة.”

وتتخوف السيدة من تعرضها للاغتيال على يد عناصر التنظيم في حال عادت إلى عملها بالمواشي والزراعة.

ولا يختلف حال السيدة سميرة عن حال غالبية نساء الريف الشرقي لحمص، وبالأخص البادية السورية، وسط التدهور الأمني الذي تشهده المنطقة.

وسيطر مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة تدمر في العام 2015، واستعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة في شهر آذار من العام 2016 بدعم من الطيران الروسي.

أوائل العام 2017 عادة البادية لسيطرة الحكومة، إلا أنها لا تزال تشهد تواجد لمرتزقة التنظيم، الذين لا يزالوا يشكلون خطورة على الأهالي القاطنين في قرى منتشرة في البادية.