لكل السوريين

في الشمال.. دفع الفدية لإطلاق السراح، والشتاء يفاقم أوضاع المهجرين والنازحين

يعيش أغلب المهجرين من مناطق الشمال السوري أوضاع إنسانية صعبة مع دخول فصل الشتاء، لافتقارهم لما يدرئ البرد ويسد الرمق، في ظل تغافل للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لأوضاعهم.

أكد الناجين من براثن الاحتلال التركي ومرتزقته، والذين هجروا قسرا من مناطق الشمال السوري، أن ممارسات الاحتلال التركي لا تقل وحشية وإجرام عن ممارسات أخطر  التنظيمات الإرهابية(داعش)، من خطف وتهجر وتجويع، التي اجبرتهم ترك منازلهم والبحث عن ملاذ آمن.

مصطفى الخلف من أهالي قرية المهرة في ريف تل أبيض الغربي، أجبر هو وعائلته على ركوب سفينة النزوح ليحط الرحال بهم بين أروقة خيمة، تتسلل من خيوطها  قطرات الندى، متشبثين فيها بوجه هبات الهواء التي تكاد تقتلعها من أربطتها.

وفي حديثه لصحيفتنا يقول الخلف: “إن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، ليس ببعيد عن ما شهدناه من تنظيم داعش، فالاحتلال التركي منذ أن أطلق حملته (نبع الإرهاب)، وليس السلام كما يدعي، يعمل على تهجير السكان، وترويعهم من خلال عمليات الخطف بقصد الفدية، والسلب والنهب للممتلكات الخاصة والعامة، دون أي رادع إنساني أو أخلاقي.

وذكر الخلف بأنه قد تعرض أثناء محاولته النجاة من تنظيم داعش لانفجار لغم أرضي أدى لبتر إحدى ساقيه، وإحدى ذراعيه، الأمر الذي “زاد الطين بلة”، على حد قوله.

وأضاف الخلف “تركنا منزلنا أنا وزوجتي وأطفال الثلاث بعد أن تعرضت قريتنا، والقرى المجاورة لها للقصف العنيف من قبل المرتزقة، الذين قاموا بالاستيلاء عليه، وسرقته، وتوجهنا إلى مخيم قرية تل السمن شمال مدينة الرقة بحثا ملاذ آمن”.

وعن الأوضاع المعيشية التي يعانيها أهالي تل أبيض الذين لم يتمكنوا من الخروج من مدينة تل أبيض، يقول النازح محمد المحمود من أهالي تل أبيض بأنه نزح إلى مخيم تل السمن بسبب الفلتان الأمني الذي تشهده مدينة تل أبيض بعد احتلالها من قبل المرتزقة.

وأكد المحمود أن المدينة تشهد غلاء فاحش بالنسبة لأسعار المواد التموينية، وقلة في عدد المحال التجارية بعد خروج أغلب أصحاب المحال التجارية خوفا من عمليات النهب.

ولفت المحمود إلى أن المرتزقة يقومون بعمليات الخطف والتعذيب النفسي على السكان في المدينة، ومطالبتهم بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.

وأشار المحمود أنه رغم قساوة فصل الشتاء وقلة الإمكانيات المتاحة، فإن الأمان المتوفر في المخيم، أفضل من العيش عند المرتزقة، كما قال: ( ما جبرك على المر إلا الأمر منه).

وناشد كل من المحمود والخلف المنظمات الدولية والإنسانية، والمجتمع الدولي، لمساعدتهم والضغط على الدولة التركية لإنهاء معاناتهم وتأمين العودة الآمنة لمدينتهم.