لكل السوريين

ريف حماة الغربي يواجهُ “كورونا” بـ “الدعاء”!

السوري/ حماة ـ ليس التقنين الجائر أو شحّ المياه، أو الغلاء الفاحش فحسب من يهدد أدنى مقومات الحياة في الريف الغربي لمحافظة حماة، سيّما مدن مصياف ومحردة، فاليوم لـ “كورونا” وقعٌ أقسى على قلوب السكان، بعد تفشٍ سريع للمرض بينهم، دون اتخاذ أقل الإجراءات الاحترازية من قبل الجهات الحكومية، وواقع صحيّ متهالك ليس بمقدوره مواجهة هكذا محنة.

“حسن”،43 عام، من سكان مصياف، يصف حال المدينة بقوله: “منذ حوالي شهرين والمدينة تعاني من تقنين جائر في التيار الكهربائي، مما انعكس الأمر سلباً على وضع المياه، فأصبحت أدوار المياه ضيفٌ عابر لا يزورنا إلا مرة واحدة أسبوعياً ولساعات قليلة، ليأتي انتشار كورونا ويزيد الطين بلة، فالأعداد في تزايد ولا حراك من الجهات المعنية، وليس لنا إلا الدعاء لله أن يلطف بنا”.

هذا ما أكده أحد الكوادر الطبيّة في مصياف، فمع تزايد أعداد المصابين وافتتاح قسم ثان للعزل في مشفى مصياف الوطني، الخطر يدق ناقوسه علّه يحرك ساكناً في المدينة المنسية، فالبنى التحتية في القطاع الصحي تحتاج لإسعاف فكيف لها أن تُسعف المرضى!

في سياق متصل، وصفت “هدى”، موظفة في مصياف”، المشهد الذي رأته وهي في طريقها لعملها أمام شركة للحوالات المالية بأنه “مرعب”، حيث تجمّع الناس أمام المكتب دون أدنى وسيلة للوقاية مع وجود عدد كبير من المسنين، وهم الأقل مناعة والاكثر تضرراً في حال إصابتهم.

الحالُ في محردة ليس أفضل من جارتها مصياف، فالفيروس قد أعلن انتشاره وسط اجراءات وقائية فقيرة اتخذها السكان بأنفسهم كوضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، الذي تكسرهُ طوابير العيش، فالسوريّ مُجبر أن يقف في طابور لانهاية له للحصول على أبسط حقوقه.

يُذكر أن توفي مدير الصحة المدرسيّة بمصياف الدكتور “موسى الحسن”، متأثراً بإصابته بفيروس “كورونا”، كما توفيت الدكتورة “ناريمان منصور” بعد مخالطتها لأحد المرضى المصابين، وأُصيب عدد من الأطباء أيضاً في الريف الغربي لحماة جرّاء معالجتهم للمصابين.

فالإحصائيات الحديثة سجلت أكثر من 600 حالة متواجدة في مدينة مصياف فقط، مع عدد متزايد من الوفيات كلّ يوم.

بدوره، أصدر مجلس محافظة حماة قراراً بإغلاق صالات الأفراح والتعازي لمدة شهر في كلّ من مصياف ومحردة، في خطوة للحد من انتشار الفيروس وهو الإجراء الوحيد الذي صدر لهذه اللحظة.

لكن التساؤل اليوم، إلى متى تبقى أرواح السوريين على “كفّ عفريت” تحرّكها أهواء من أرادوا لها الخراب و الموت البطيء..؟!

تقرير/ حكمت أسود