لكل السوريين

قبل أن تُقتل شقيقتي

خلال السنوات الأخيرة تفاقمت ظاهرة إطلاق الاعيرة النارية في المدن الرئيسية في مناطق شمال شرق سوريا ولا سيما في مدينة قامشلي.

الاقتناء والانتشار الكبير للأسلحة الحربية خلال الحرب الأهلية السورية بعد عام 2011, جاء نتيجة استغناء أجهزة الدولة وجيشها عن مهامهم في حماية المدنيين، بل باتوا في الكثير من الأحيان يشكلان خطرا” على أمن وسلامة المجتمع السوري، هذه الحقيقة، بالإضافة الى تدفق المجموعات الإرهابية على طول الحدود السورية التركية والسورية العراقية فرضَ خلق حالة من الشعور بضرورة الاعتماد على الذات في الحماية وهذا مشروع وطبيعي كون التهديد كبير وحق الدفاع عن الذات هو من الحقوق الطبيعية للبشر في وجه المخاطر.

كما يمكن القول هذا الشعور كان البنية الأولية في التصدي للمجموعات المرتزقة المرسلة من تركيا، وفي سري كانية _رأس العين _ عام 2012 شهدنا أهمية الاعتماد على الذات في الحماية (الحماية الجوهرية) ممثلة بمجموعة من الشباب في حي خربات الذين تصدوا الى جانب وحدات حماية الشعب لفلول المرتزقة” جيش الحر” القادمين من الحدود التركية.

إضافة الى ما سبق هناك بعض الأسباب الأخرى التي تدفع بالبعض حتى قبل الحرب الأهلية في سوريا الى اقتناء الأسلحة الحربية ومنها الطبيعة القبلية والعشائرية للمنطقة وحتى النفسية أو البروزة كل هذه دوافع للبعض لحيازة الأسلحة الفردية.

حددت شركة الاستغاثة الدولية (شركة للخدمات الصحية والأمنية مقرها سنغافورة) سوريا من بين الوجهات الخطيرة ولا ينبغي زيارتها في عام 2021، وفق ما نشرته صحيفة “ديلي ميل”, وفي هذه الظروف لا يمكن الحديث عن أي قانون يجرد المدنيين من سلاحهم.

في مناطق الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تم تنظم هذه الظاهرة عبر إصدار قانون ترخيص السلاح في عام 2014,حُدد بعض الشروط لتمكن الشخص من اقتناء السلاح الشخصي سواء” للحماية الشخصية أو للصيد، وبحسب المادة الرابعة (المحظورات) من قانون ترخيص السلاح الفقرة (ا) لا يجوز استعمال الأسلحة المرخصة إلا في حالات الدفاع عن النفس.

المادة التاسعة (إلغاء الترخيص) الفقرة (ب) استعمال السلاح لغير الغرض المرخص من أجله.

رغم إمكانية الاعتماد على المادتين في الأعلى لمحاسبة استخدام الأسلحة النارية في المناسبات الاجتماعية أو في الأعياد وبشكل خاص ليلة رأس السنة من كل عام إلا أن القانون لم يُجرم هذه الظاهرة بشكل واضح ويمكن القول إن تجريم هذه الظاهرة عبر القانون سوف يساهم في الحد منها.

ولابد من القول إننا لم نطلع على أي أرقام حول عدد القطع المرخصة من الأسلحة ولا شك في أن العدد الأكبر من الاسلحة الموجودة هي غير مرخصة.

الزمن الذي استغرقته خطوتها وهي تدخل الغرفة كانت الفارق الزمني الذي حال دون أن تستقر الرصاصة الطائشة في جمجمة شقيقتي في تمام الساعة 11:55 , الرصاصة استقرت في نفس ارتفاع رأسها في باب الغرفة التي كنا نجلس فيها, تطاير الزجاج واُصيبت بصدمة ونحن كذلك, عشنا كل تفاصيل فقدان فرد من اسرتنا تجمدت الدماء في أجسادنا والدتي عجزت عن القيام وتلكمت في الحديث ,لم تصرخ هلز في اللحظة الأولى ولم ترفع يدها إلى راسها, الكل حاول التحدث بكلمة ليطمئنها وهو في قرارة نفسه يعتقد إننا فقدناها , نهضتُ اليها بعد أن تغلبتُ على خوفي وعجزي , ل أضم رأسها إلى صدري ,حيث تأكدت ان القطع الزجاجية المتطايرة هي التي اصطدمت براسها لا الرصاصة، وهنا بدأت هي بالبكاء و الصراخ فهي ناجية من الاحصائية الغير دقيقة لضحايا الأعيرة النارية الطائشة.

قبل أن تُقتل شقيقتي (الضحية القادمة) وقبل ما يقارب من شهر من الموعد المشؤم الساعة الثانية عشر الا خمسة دقائق القادمة في يوم رأس السنة اقمعوا هذه الظاهرة ولا تجعلوهم يقتلوننا بطيشهم لا تجعلوهم يرهبوننا.

أعول كثيرا”بل أثق بقدرة قوات الاسايش ( الأمن الداخلي) على أنها إن تحركت منذ الآن من خلال الإعلان عن خطة واضحة المعالم بتنسيق مع اللجان الأمنية في الكومينات فسوف يكون هناك تحديد كل منزل يطلق فيه الرصاص ليتم محاسبة الفاعل بحسب القانون.

أسماء بعض ضحايا الطيش

– الصحفي عبدالرحيم عثمان- الحسكة 2018.

-الطفل عمر العجاج، حي الزهور جنوبي الحسكة والبالغ من العمر سنة واحدة.

-ميلاد مصطفى، حي الكلاسة غربي الحسكة، البالغ من العمر ثلاث سنوات

-دليل مراد- مصور حفلات- قرية (تل عنتر) في ريف اليعربية / تل كوجر.

-زورين عبد الرحمن، مدينة القامشلي..

زيور شيخو