لكل السوريين

أزمة بنزين تعصف بالسويداء.. والساحل هو السبب!!

السوري/ السويداء ـ عادت أزمة البنزين لتعصف بمحافظة السويداء، دون جهود تذكر للحد منها، أو بوادر للتخفيف من معاناة المواطنين بسببها، حيث تصطف السيارات بطوابير تمتد لمئات الأمتار أمام محطات الوقود، تحت لهيب الحرارة الحارقة، بانتظار الوصول إلى المحطة، وتعبئة البنزين الذي لا يكفي غالباً، سوى لعدد قليل من السيارات المنتظرة.

ويركن العشرات من أصحاب السيارات سياراتهم بطوابير ليلية قرب المحطات، على أمل تعبئها بمخصصاتهم من البنزين، في اليوم الثاني.

اجتماعات.. ولجان.. ولا حلول

وفي محاولة لمعالجة الأزمة، اجتمع محافظ السويداء مع اللجان المعنية بالمحروقات في المحافظة ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وطرحت في الاجتماع محاور تتعلق بالإجراءات الرقابية.

ووجه المحافظ بعدم إفراغ مخصصات المحطات قبل قياس كمية البنزين في خزاناتها، وإعادة القياس قبل البدء بالبيع مباشرة، والتأكد من الكمية المتبقية بعد التوزيع.

وأكّد على إلزام المحطات بوضع كاميرات للمراقبة وتشغيلها بشكل مستمر وتأمين التغذية الكهربائية لها.

وشدّد على أن تأخذ اللجان المكلفة بمراقبة توزيع المحروقات دورها، وعلى عودة مؤازرة أعضاء مجلس المحافظة لها.

وأوعز إلى الجهات المعنية بالبدء بإجراءات صارمة لاحتواء الازدحام على البنزين في محطات الوقود، واتخاذ الإجراءات القانونية بحدها الأقصى عند وجود أي مخالفة.

واتخذت لجنة المحروقات قراراً بتخفيض كمية بيع البنزين الحر إلى مائتي لتر فقط. وقرر مدير محروقات السويداء أنه مع هذه الإجراءات ستختفي أزمة البنزين تدريجياً.

معالجة النتائج.. وترك السبب

تماشياً مع طرق وأساليب معالجة الأزمات التي اعتاد عليها أبناء المحافظة، عالج اجتماع اللجان نتائج الأزمة، واتخذ قرارات استعراضية مليئة بالعبارات الفخمة، ولم يعالج السبب الرئيسي لوجودها المتمثل بنقص المادة، وسوء توزيعها.

حيث كانت مخصصات المحافظة من مادة البنزين تتراوح من 9 إلى 13 نقلة يومياً توزع على المحطات الخاصة والحكومية، وتكاد تلبي حاجة المحافظة، إلا أنها تراجعت مؤخراً بشكل كبير، لتصل الى أقل من 5 نقلات بمعدل وسطي يومياً.

وهذا ما لم يناقشه اجتماع المحافظة الذي اقتصر على الأداء الوظيفي للمديريات، وآلية عمل المحطات.

البنزين على البسطات

بعد قرار الحكومة تقنين بيع البنزين، وتخصيص كميات محددة للسيارات العامة والخاصة منه بالسعر النظامي، انتشرت ظاهرة بيع البنزين على البسطات، وفي معظم شوارع المحافظة، ومداخل المدينة، وبأسعار فلكية.

وتوسعت هذه مؤخراً، كما يحدث خلال وبعد كل أزمة بنزين تجتاح المحافظة، وهو ما يدفع الناس للتساؤل عن كيفية توفره في الشوارع، ونقصه في محطات الوقود.

وعن الجهات المستفيدة من حماية ودعم وترويج هذه الظاهرة.

لا نقص في البنزين.. والساحل هو السبب

وكان مدير عام شركة محروقات السورية قد نفى وجود نقص في مادة البنزين، وأرجع سبب الازدحام على محطات الوقود إلى زيادة الطلب على البنزين من قبل المواطنين الراغبين بزيارة الساحل قبل بدء العام الدراسي.

وأشار إلى أنه في ظل ارتفاع سعر كل المواد باتت مادة البنزين أرخص من أي شيء آخر، لذا بات التنزه بالسيارة أرخص الخيارات لدى المواطن للترويح عن نفسه.

تقرير/ لطفي توفيق