لكل السوريين

“الكمامات” ثقافة جديدة تقحم نفسها على مائدة الثقافة السورية

السوري/ طرطوس ـ أصبح لباس الكمامة الآن موضة يجب أن توافق اللباس على اللون والقياس، مع إضافة الزخرفة بالخرز والإكسسوار وبعض الرسومات.

ولم تعتد الثقافات السورية المتعددة والمتنوعة على مثل هذه الموضة الجديدة من قبل، حيث أنها تعد موضة جديدة بات مطلوبا من المواطن السوري التعايش معها، واعتمادها كثقافة جديدة حالها كحال تراثيات أخرى يعتز بها السوريين.

واضطر المواطن السوري على مختلف الجغرافية للتعود على ارتداء الكمامة في أماكن الازدحام، وذلك درء للخطر الذي يشكله فيروس كورونا الذي بات ينتشر على نطاق واسع في عموم الأراضي السورية.

لكن، هذه الموضة باتت تثقل كاهل بعض العائلات، ولا سيما العائلات ذات الدخل المحدود والتي يزيد عدد أفرادها عن 5 أشخاص، حيث يضطر أبو العائلة إلى جلب خمسة كمامات في اليوم الواحد، أي أنه يجد نفسه مجبرا على خسارة ما لا يقل عن 3 آلاف ليرة يوميا.

واتجهت بعض العائلات إلى عدم شراء الكمامات بشكل يومي، مما خفف عليها مصاريف الكمامات وأساليب الوقاية الأخرى، كالمعقمات والقفازات المخصصة للوقاية من فيروس كورونا.

إلا أن الصعوبات التي باتت تهدد المواطن حاليا هي أن بيع الكمامات أصبحت تجارة رائجة على نطاق واسع في البلاد، حتى أنها أصبحت شغل الخياطين الذين وجدوا منها ربحا جيدا، يكاد يضاهي أو يفوق في بعض الأيام عملهم في حياكة الثياب.

ويشاهد المتجول في بعض أحياء مدينة طرطوس على الساحل السوري تنوعا في ألوان الكمامات، فتجد البعض يرتدي كمامة ذات اللون الأسود، وبعض آخر يرتدي كمامات تتلاءم مع اللباس الذي يرتديه.

الشاب عادل بكلية الزراعة، أكد أنه يشتري كمامة ويفضل أن يشتريها من الصيدليات لتكون معقمة وكل ثلاث ساعات، فلا فائدة منها بعد مضي هذا الوقت، كما أعلنت التحذيرات.

ويحتاج في اليوم لثلاث منها أي ما يقارب 1500ليرة، إضافة لمصروفات النقل وبعض الاحتياجات الضرورية لمثله من الشباب فنجان قهوة أو مرطبات وغيرها من الأطعمة والمقبلات، وبالتالي تزيد على مصاريفه الأخرى مصاريفا كان المواطن في غنى عنها، لكنها فرضت عليه.

شغف، طالبة بكالوريا أشارت أنها تخرج من المنزل كل ساعة أو اثنتين لأجل الدروس الخصوصية عند المعلمين وهي بحاجة أن تكوت أنيقة مثل رفيقاتها، وعلى آخر طراز من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها وبينها الكمامة والقفاز، حسبما ذكرت لمراسلتنا.

وتقول “اعتدت في الفترة الحالية على ارتداء الكمامات، وأصبحت الآن جزءا من ثقافتنا، ولم يعد بمقدورنا أن نتخلى عنها بسهولة، مع أنني أرتدي كل يوم كمامة ذلت لون يتطابق مع لباسي الذي أذهب فيه لتلقي دورات تأهيل؛ إلا أنني أجد نفسي اعتدي على هذا القبيل”.

أم سعاد، مواطنة من ريف طرطوس، أكدت أن صغيرتها لا تلبس غير كمامة بلون زهري وتقول إن الأزرق للصبي، ولا تستطيع أن تخرج من المنزل مع صغيرتها بغير كمامات، وهو ما يزيد عليها من مغبة الصرف والمصروفات التي يمكن أن توفرها لأجل الغذاء.

تقرير/ ا ـ ن