لكل السوريين

“التان” يزيد من اعداد زوار الشواطئ في طرطوس واللاذقية

تقرير/ سلاف العلي

تسمير البشرة المعروفة بالتان زادت من كثافة زوار الشواطئ السورية، في بحث السوريين عن طرق للترويح عن أنفسهم والاستمتاع بالحياة. ومن بين هذه الطرق، تبرز الشواطئ الخاصة، التي توفر للزبائن مناخاً مريحاً وخدمة مميزة وأنشطة مائية متنوعة. كما توفر هذه الشواطئ فرصة لتسمير البشرة، وهو ما يعتبره بعض الناس جزءا من جمالهم وأناقتهم.

تسمير البشرة هي عملية تعرض الجلد لأشعة الشمس لفترات قصيرة بهدف الحصول على لون برونزي أو بني أكثر داكنا. حيث يحدث تسمير البشرة عندما تتعرض خلايا البشرة لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وهذا يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين، وهي الصبغة التي تعطي البشرة لونها. وتحدث هذه العملية كآلية طبيعية لحماية البشرة من أشعة الشمس الضارة.

والشابة ميرفت قالت لنا: هنالك فئة مترفة متمكنة من تحمل تكاليف تسمير البشرة في الشواطئ الخاصة، والتي تصل فيها ساعة التان إلى 500 ألف ليرة، حسب الخدمة ونوع الكريمات المقدمة من إدارة الشاطئ، ان الدوافع نفسية، ورغبة الشابات والسيدات في إظهار جمالها وأناقتها، والتغلب على مشاعر الحزن والإحباط التي تسود المجتمع هي من تجعلهم يقبلون على عمل التان.

السيدة الشابة امينة اخبرتنا: ان اللون المسمر يعطي انطباعا بالصحة والحيوية والثقة بالنفس. كما يبرز ملامح الوجه والجسم، ويظهر التناسق مع الملابس الإكسسوارات. وبمتابعة الموضة والصيحات الغربية التي تروج لتسمير البشرة كجزء من جمال المرأة والرجل، ان عمل التان، يعتقدون انهم مميزون عن باقي المجتمع، وخاصة بتحملهم لتكاليف هذه التجربة.

السيدة وفاء وهي ام لطفل اعلمتنا: دخل الصيف ثلثه الأخير، وانطوت موجات الحرارة القوية، حيث بدأت بعض الصفحات بالترويج لعمليات تسمير البشرة، وطرح العروض التي يصفونها بـ النارية.

الدكتور منير أكد لنا: طبيا، أن الإدمان على تسمير البشرة بشكل سنوي، يحدث نتيجة إفراز هرمونات مثل الإندورفين أو الميلاتونين عند التعرض لأشعة الشمس، والتي تؤدي إلى شعور بالانتعاش والاسترخاء، ويرافقه اكتئاب أو قلق عند انقطاع التسمير، لكن هذه المجموعات التجارية ليس لديهم مرجعية طبية عن أنواع البشرة التي يمكنها تحمل عملية التسمير لان البعض يتعرض لحروق الشمس نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وتسبب احمرار وتقشير وألم في الجلد.

كما أن عملية التان غير المنضبطة تساهم بسرطان الجلد، الذي يحدث نتيجة إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد بسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويسبب نمو خلايا غير طبيعية وأورام حميدة أو خبيثة أو الشيخوخة المبكرة للجلد، التي تحدث نتيجة تكسر ألياف الكولاجين والإيلاستين في البشرة بسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية، وتسبب التجاعيد والخطوط الرفيعة والهالات السوداء ، ومع الإقبال والترويج لعمليات التان في الشواطئ السورية الخاصة، باتت تجارة خلطات وكريمات التسمير غير المرخصة وهي تجارة محظورة ومخالفة للقوانين والمعايير الصحية، حيث تشكل خطرا على صحة وجمال البشرة رائجة خصوصا في مجموعات الفيسبوك.

وأكدت الطبيبة سميرة اخصائية بأمراض الجلد في طرطوس: بسبب زيادة الطلب على التسمير، وانخفاض قدرة الكثير من الناس على تحمل تكاليف التسمير في الشواطئ الخاصة أو في أسرة التسمير. كما أن هذه التجارة تستفيد من ضعف الرقابة والتفتيش على المنشآت الطبية، وانتشار المنشآت غير المرخصة، وسهولة الترويج لهذه المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ان خلطات وكريمات التسمير غير المرخصة تعتبر جزءا من سوق مزدهر. حيث يتم التشجيع على تحقيق بشرة برونزية خلال وقت قصير وبجهد وتكلفة أقل، مما يعزز من جاذبية هذه المنتجات. ومع ارتفاع الطلب عليها، يتسابق الكثيرون لاقتناء مستحضرات التسمير غير المرخصة بحثا عن الإشراقة والجاذبية حيث وصل سعر العبوة 150 مل ما بين 50 إلى 250 ألف ليرة سورية.