لكل السوريين

أسعار الفروج تواصل ارتفاعها في دمشق والجنوب السوري، وعزوف بالجملة

أدى الانهيار الكبير في الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وتحديدا الدولار إلى ارتفاع في كل الأسعار، ومنها هذه الأسعار سعر الفروج، وبذلك توقف عدد كبير من مربي الدواجن عن تربيتها.

ويعزو أصحاب الدواجن عزوفهم عن تربية الدجاج لارتفاع تكاليف الإنتاج، وبشكل خاص المواد العلفية، في ظل عدم قدرة وزارة التجارة الداخلية عن تقديم يد العون لهم.

وبلغ سعر كيلو شرحات الدجاج وفق قائمة أصدرتها الوزارة ثلاثة آلاف و200 ليرة، بينما كان سعرها في بداية الشهر الماضي ألفين و 650 ليرة سورية.

وارتفع سعر كيلو الفروج المذبوح، من ألف و650 ليرة، إلى ألفين و200 ليرة، في حين أن الفروج الحي بلغ 1500 ليرة سورية.

التاجر ’’الخاسر الأكبر’’

مربي دجاج من ريف دمشق، عرّف عن اسمه بأنه صالح، في حين أنه رفض الإفصاح عنه كاملا لأسباب أمنية، قال “سعر طن العلف وصل لـ 450 ألف ليرة، ويرتبط بالعملات الأجنبية لكونه مستورد”.

وأضاف “الأدوية واللقاحات قليلة ومرتفعة الثمن أيضا، والمحروقات غير متوفرة وأيضا سعرها مرتفع، كما وأننا نضطر لدفع مبالغ أخرى للترفيق الذي ينقل الدجاج من المدجنة إلى المسلخ، ومهمته حمايتها من التشليح، هذه الأسباب لوحدها تجعلنا نمتنع عن استمرارنا في تربية الدواجن”.

صالح أشار إلى أن كلفة إنتاج الكيلو الواحد من الفروج تبلغ 1550ليرة وسطيًا، معتبرا أنها عالية جدا قياسا بمراحل سابقة ليست بالبعيدة كما وصف.

عزوف كبير

مدير عام المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، كان قد قال إن حوالي 60% من مربي الدجاج، توقفوا عن ممارسة نشاطهم، نتيجة الأعباء الكثيرة التي طالتهم، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفروج والبيض، نتيجة انخفاض العرض من المادة مع بقاء الطلب نفسه.

وتحدث خضر عن ارتفاع أسعار أعلاف الدجاج بمقدار الضعف، و وجود حالة من “الفلتان” في الأسعار، مشيرًا إلى أن الأعلاف تشكل نحو 75% من تكلفة المنتج.

ووصل طن فول الصويا لحوالي 625 ألف ليرة سورية، بعدما كان 250 ألف ليرة، بينما وصل سعر طن الذرة الصفراء ما بين 230- 250 ألف ليرة بعدما كان بحوالي 110 آلاف ليرة.

وتحدث خضر عن وجود مشكلات تتعلق بطلب مستوردي الأعلاف من مربي الدواجن بالدفع النقدي، بعدما كان بالدين ما أرهق العملية الإنتاجية والمنتج أيضًا.

ويتوقع أصحاب المداجن أنه خلال الأشهر المقبلة ستتفاقم أزمة الفروج، لعدم تربية أفواج جديدة خلال هذه الفترة، ما سيؤدي إلى قلة عرض المادة واستمرار غلائها.

وعزا مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في السويداء، نائل الشوفي، أسباب ارتفاع أسعار الفروج، إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة الداخلة في صناعة الأعلاف كالذرة الصفراء والصويا، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل.

وتزامن ارتفاع تكاليف الإنتاج مع عزوف المربين عن تربية أفواج جديدة، لعدم قدرتهم على تمويل تكاليف الإنتاج.

وتشهد معظم المواد الغذائية ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها وسط ارتفاع نسبة الفقر وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، فيما بات معظم المواطنين يعتمدون على لحم الدجاج، بديلًا عن اللحوم الحمراء، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها، إذ وصل سعر كيلو لحم العجل في مختلف المحافظات إلى نحو سبعة آلاف ليرة، ولحم الخروف 11 ألف ليرة.