لكل السوريين

لكونها العمود الفقري في الاقتصاد السوري.. معامل القامشلي تتجاوز الركود

أدى ارتفاع الأسعار الكبير في سوريا عموما إلى تدني الاقتصاد السوري ككل، مما توجب على القائمين على العمل تطوير قطاع الصناعات المحلية، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ويعد اقتصاد الجزيرة السورية العمود الفقري للاقتصاد السوري، وتحديدا اقتصاد مدينة القامشلي وأريافها، التي تشهد في هذه الفترة نوع من التحرك الاقتصادي بعد أن كانت تشهد ركودا في الأسواق والمعامل، وحركتي البيع والشراء.

وكان النظام السوري قد لعب دورا في عدم تطور القطاع الصناعي في المنطقة الشرقية ككل، وتحديدا القامشلي والحسكة، من خلال منعه الأهالي من افتتاح مصانع ومعامل.

دخلت الأزمة السورية في منتصف آذار من العام 2011، وسرعان ما سيطرت التنظيمات الإرهابية على المنطقة التي نهبت المصانع والمعامل وأدخلتها إلى تركيا.

وبعد تحرير شمال وشرق سوريا من المرتزقة على يد أبنائها، انتعشت العديد من القطاعات الحياتية الهامة، وبشكل خاص القطاع الاقتصادي، وبشكل أخص في مجال الفعاليات الصناعية.

ومن المناطق التي شهدت ازدهاراً ملحوظاً مركز ناحية كركي لكي وريفها، حيث افتتحت خلال السنوات الماضية العديد من المعامل الصغيرة والمتوسطة وورشات العمل.

يوجد في ناحية كركي لكي أكثر من 35 معملاً، وورشة صناعية في مختلف الصناعات مثل معامل “الألمنيوم، والتوتياء، والرخام، والحجر، والبلوك، والغربال، والحديد، والجليد، والسراميك وورشات الخياطة” وغيرها.

ويعد معمل صناعة الكرفانات والغرف الجاهزة أحد أهم المعامل في الناحية، ذلك المعمل الذي تأسس في العام 2015، وشهد انطلاقة في العمل لم عدها القائمون على المعمل بأنها جيدة جدا.

يختص المعمل بصناعة الكرفانات (المنازل المتنقلة) والغرف والمنازل الجاهزة، باستخدام مادة (ساندويتش بانل)، إضافة إلى صناعة الأبواب والشبابيك وديكورات المنازل.

ويؤمن المعمل حالياً فرص عمل لـ 20 عاملاً وفنياً، ويعد من أهم المعامل التي تمد بعض مخيمات شمال شرق سوريا بالغرف الجاهزة المتنقلة.

أما معمل كاوا لصناعة الرخام والألواح الحجرية، فقد كان هو الآخر من المشاريع الرائدة في شمال شرق سوريا، وذلك لاعتماده على مواد محلية الصنع، حيث يستخدم الحجر البازلتي المتوفر في المنطقة، ليصنع فيه ألواحا حجرية تستخدم في البناء، وتزيين النوافذ والأبواب وغيرها.

وكان المعمل يعتمد سابقاً على جلب الألواح الحجرية وألواح الرخام من المحافظات السورية، إلا أنه بدأ منذ عامين بالاعتماد على الحجر البازلتي الأسود المتوفر محلياً. ويعمل فيه 10 عمال، ويتم تسويق الإنتاج إلى الأسواق المحلية.

صالح أحد العاملين في معمل كاوا، قال “الاعتماد على مواد محلية الصنع أدى إلى الاستغناء عن المواد الخام، التي كانت تستورد من مناطق أخرى، ويصدر إلى كافة أسواق شمال شرق سوريا”.

علي محمد، الرئيس المشترك لغرفة الصناعيين في الناحية، أكد أن “الاقتصاد ساهم في تحقيق فرص عمل لعديد الشبان من أبناء المنطقة، وبالأخص الفقراء”.

وأكد محمد على أن غرفة الصناعيين تسعى إلى تقديم الدعم اللازم للصناعيين، من خلال تسهيل أمورهم القانونية، وحثهم على تطوير القطاع الصناعي.