لكل السوريين

بمكنة الخياطة البسيطة تجابه مرارة النزوح.. نازحة من رأس العين المحتلة تروي قصص المعاناة في المخيمات

السوري/ الحسكة 

تختلف قصص النساء النازحات كلٌ على حدى، ولكن ما يجمعها هو وحدة المعاناة، فالمعاناة هي الهامش والعنوان الرئيسي لكل قصة ترويها لنا إحدى النساء، وفي خيمة متواضعة تعيش صفية الظاهر مع زوجها وابنتيهما في مخيم واشو كاني، بعد أن أجبرت على النزوح من مدينتها رأس العين على يد الأتراك والمرتزقة السوريين.

صفية الظاهر، امرأة في العقد الرابع من العمر، تعاني من عدة أمراض مزمنة تتلخص في (الضغط، والسكر، والآم المفاصل، والكوليسترول، وغيرها) كانت تعيش مع أسرتها في مدينة رأس العين حياة كريمة من مردود محاصيل الأرض التي يملكونها ويعمل زوجها بها، أما اليوم لا أرض ولا محصول ولا مكان ولا منزل.

وتذكر صفية أيضاً، “بعد انتقالنا إلى المخيم رأينا الوضع الذي سنكون عليه من الفقر المدقع أن بقينا بلا عمل، والمساعدات الغذائية لا يمكن الاعتماد عليها، فزوجي رغم كبر سنه اضطر للعمل كنجار باطون، وأنا قمت بشراء مكنة خياطة يدوية مستعملة من الطراز القديم لإعانة زوجي في المصروف”.

وتضيف، “كانت لدي قديماً هواية بسيطة في الخياطة، ولكن الآن أخذت يدي وبدأت أخيط جميع مع يطلب مني”.

وذكرت قائلة بعينين مغرورقتين بالدمع “الآن تأكدت انو الحاجة مرّة، مرّة كتير، خلتني اتقن كلشي بسرعة لحتى أنسى مرارة النزوح، مشان أرجع لبيتي براس العين بسرعة، والأمل بالرجعة ما عميطلع من بالي أبداً”.

وأكملت، “الخياطة لا تدر تلك الأموال الطائلة، ففي المخيم يوجد أكثر من ١٠ خياطات، كلٌ يسعى لرزقه ومساندة أهله وعائلته وذويه، ولكنها مساعد جيد في حال وجود عمل آخر”.

واختتمت قائلة: “نتمنى العودة بأقصى سرعة، فالحياة في المخيم تعتبر موت من نوع آخر، المعاناة في تزايد فالشتاء قادم معلناً عن البرد القارص الذي سيتخزن في عظامنا لعدم وجود وسائل تدفئة، فمهما عملت أنا هنا وقمت بمساندة زوجي إلا إن النزوح مُرّ، مُرّ جداً”.