لكل السوريين

قلة الإنتاج وانعدام الدعم يرفعان سعر زيت الزيتون في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي  

لم يكن الفلاح هذا العام أفضل من غيره، وخاصة مزارعي الزيتون في سوريا عموما، وفي إدلب على وجه التحديد، حيث أن كميات زيت الزيتون انخفضت بنحو 40%عن موسم العام الماضي.

ويعود سبب الانخفاض الكبير لكميات الزيتون لشح الأمطار أولا، وانتشار الحشرات بشكل كبير، وعدم تمكن الفلاح من رشها بالمبيدات الحشرية بسبب غلاء أسعارها ثانيا.

وفي جولة قصدنا بها بعض قرى ريف إدلب، والتي من خلالها لاحظنا كمية الاشجار الفارغة والشجر المائل للون الأصفر بسبب العطش.

والتقى مراسلنا خلال جولته ببعض المزارعين، ومنهم المزارع رجب شاهين، من ريف إدلب الشمالي، والذي قال “تميز هذا العام عن الأعوام السابقة بضعف غير مسبوق، وانخفاض كبير بمادة الزيت نتيجة العطش، وعدم تقديم الدعم اللازم من قبل الحكومة أو المنظمات الدولية لمزارعي الزيتون”.

ويضيف “إن الإهمال المتعمد من قبل الحكومة وخاصة بالدعم اللازم بالمبيدات الحشرية أدى لانتشار دودة الزيتون وفتكها بالأشجار، وارتفاع سعر السماد أيضا من العوامل التي أدت لانخفاض الموسم”.

المهندس الزراعي حسين مصطفى، قال لمراسلنا إن هناك عقبات كثيرة واجهت أصحاب بساتين الزيتون هذا العام، حيث أن انخفاض الموسم هذا العام يعود لعدة أسباب أهمها الانخفاض الكبير بمنسوب المياه وقلة الأمطار، والسبب الثاني لارتفاع كلفة العناية بشجرة الزيتون بسبب انهيار الليرة والوضع الاقتصادي المتردي في عموم شمال غرب سوريا”.

ويضيف حسين قائلا “دعم شجرة الزيتون قد يكون مرتفعا جدا مقارنة بالمحصول، وهذا الأمر سيؤدي لتكبيد المزارع خسارة إضافية، والحل الوحيد بدعم شجرة الزيتون يكون عن طريق منظمات دولية وخاصة بالأسمدة والمبيدات الحشرية لمكافحة الآفات وتحسين وضع الشجرة بشكل عام”.

حامد، صاحب معصرة زيتون شمال إدلب، أوضح أن هناك نقص حاد في إنتاج الزيتون هذا العام، لافتا إلى أن انعدام الدعم ساهم في تدني مستوى الإنتاج، وبالتالي تضرر المزارع وحتى أصحاب المعاصر، بحسب رأيه.

ويقول حامد “الحكومة التركية قامت بسحب محصول الزيت من الأسواق بأسعار منخفضة عن طريق التجار، أضف إلى ذلك إغلاق باقي المعابر”.

أبو أحمد، رجل في السبعين من عمره أشار في حديثه لصحيفتنا إلى أن قطع الدعم عن المزارعين بشكل عام وأصحاب بساتين الزيتون أدى إلى موت العديد من الأشجار، لافتا إلى أن الأتراك يشنون حصارا خانقا على شمال غربي سوريا بالكامل، وذلك ضمن سياسة تجويع بحسبه.