لكل السوريين

لماذا سميت حلب بالشهباء؟

حلب/ خالد الحسين

يعود اسم حلب الشهباء إلى عدّة أسباب، ومنها أنّ مبانيها كانت تبنى بالحجارة الحلبية ذات اللون الأشهب، وقد قيل إنها سميّت بذلك نسبةً إلى بانيها الأول حلب بن مهر، أو نسبةً إلى البقرة الشهباء التي كان يمتلكها إبراهيم حلب، حيث كان يحلبها يومياً، ويوزيع حليبها على العرب المخيمين بجواره.

وقيل أيضاً إنّ حلب كلمةً سريانية مأخوذةً من (حلبا)، والتي تعني البيضاء، وإنّ العرب أضافوا كلمة الشهباء لها لتوضيحها، كما ذُكر بأن السريانيين أطلقوا على حلب هذا الاسم بسبب بياض تربتها الناتج عن كثرة سباخها ومادة الحوار فيها؛ لذلك بُنيبت عمائرها بالحوار الأبيض، فكانت مناظرها بيضاء كمناظر مدينة عنتاب والرها.

تُعتبر مدينة حلب من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، ويُعتقد بأنّ سكانها الأصليين بنوا منازلهم على التل في وسط المدينة الحديثة بسبب مزاياه الدفاعية الطبيعية، وخصوبة الأراضي الزراعية فيه، وقربه من مصادر المياه مثل نهر قويق.

وتقع المدينة على طول خط السكة الحديدية الذي يصل بين اسطنبول وبغداد، كما أنها ترتبط بالسكك الحديدية إلى دمشق وبيروت، ويوجد فيها طرق تصل إلى دمشق، واللاذقية، وتركيا، والميزة الأهم بأنها تقع في منتصف طريق الحرير بالإضافة إلى مطار دولي.

ازدهرت الأسواق في مدينة حلب، حيث وُجدت فيها أكبر الأسواق التجارية في الشرق الأوسط، والتي يتجمع فيها البائعون لعرض بضائعهم فيها، كما تحتوي المدينة على العديد من الخانات، والمساجد، وبيوت التجار، وتتميز المناطق السكنية التقليدية في المدينة القديمة بالمنازل المتصلة ببعضها.

وتشتهر مدينة حلب بعدد من الصناعات الرئيسية، ومنها صناعة الحرير، وصناعة الصابون، والأصباغ، والجلود، والصوف، والفواكه المجففة، والمكسرات، بالإضافة إلى أنها امتلكت سوقاً للمناطق الزراعية المجاورة لها، والتي تنتج القمح، والقطن، والشعير، والخضروات، والفاكهة، والمكسرات، والسمسم، ويُذكر بأن حلب اشتهرت بإنتاج الفستق.

وتتميز محافظة حلب بالتنوع الأثري والثقافي الموجود فيها منذ سنوات ما قبل الميلاد، وعلى الرغم من الأزمة التي واجهتها البلاد في العقد الماضي من الألفية الحالية إلا أن معالمها التاريخية لا تزال تحافظ على وجودها، وتعد قلعة حلب من أهم المواقع الأثرية التي تميز المدينة، أضف إليها أثارها في الأرياف الشمالية، ولا سيما في مدينة عفرين.