حماة/ جمانة الخالد
تراجعت زراعة القطن في محافظة حماة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بسبب زيادة التكاليف وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، مما جعل الاستثمار في هذا المحصول غير مجدٍ للكثير من المزارعين.
ويعود السبب إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذار وأسمدة وأيدٍ عاملة ومحروقات، بالإضافة إلى دورة إنتاجه الطويلة وتدني سعر استلام المحصول، الذي يقدر بنحو 10 آلاف ليرة للكيلو.
ودفعت تلك الأسباب العديد من مزارعي القطن في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي إلى التحول إلى زراعات بديلة أقل تكلفة وأكثر ربحية.
وطالب الفلاحون باتخاذ إجراءات لدعم زراعة القطن، مثل رفع أسعار استلام المحصول وتخفيض تكاليف الإنتاج، أو توفيرها من المصارف الزراعية على نظام التقسيط قبل موعد الزراعة، مؤكدين أن منطقة الغاب كانت من المناطق الرائدة في إنتاج القطن بآلاف الأطنان سنوياً.
ويقول مسؤولون زراعيون إنه تم توفير مياه الري على مدار الموسم، وإجراء أعمال مكافحة الآفات التي تصيب القطن، ولا سيما ديدان اللوز، وتوزيع أعداء حيوية ومكافحتها.
وبدأت عمليات تسويق القطن في السادس من الشهر الجاري إلى “محلج محردة”، حيث من المتوقع توريد 600 طن من المساحات المزروعة، والبالغة 360 هكتاراً.
واستلم المحلج نحو 520 طناً و800 كيلو من إنتاج الغاب، ويجري تخزين الكميات بانتظار تعليمات الإدارة العامة بشأن تحويلها إلى محلج العاصي أو حلجها محلياً. لكن عمليات الحلج لم تبدأ بعد، حيث تنتظر تعليمات “الإدارة العامة” بعد دمج مؤسستي الأقطان والصناعات النسيجية.
يشار إلى أن محلجي “سلمية” و”الفداء” في حماة متوقفان عن العمل منذ سنوات بسبب نقص كميات القطن المطلوبة وعدم توفير “خط معفى من التقنين الكهربائي”، في حين يستمر محلج سلمية منذ عامين بصيانة وتصنيع الشوادر للمؤسسة العامة للأقطان.
وشهدت زراعة القطن في سوريا تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الكلفة المرتفعة للزراعة وضعف المردود سببين رئيسيين لتوجه المزارعين نحو محاصيل أخرى أكثر ربحاً.
ويأتي هذا التراجع في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والبيئية، مما دفع العديد من الفلاحين للبحث عن بدائل أقل تكلفة وأعلى عائداً، وسط تحذيرات من تأثير هذا التحول على القطاع الزراعي والاقتصاد المحلي.
وفضّل العديد من الفلاحين في المحافظات المختلفة زراعة محاصيل ذات دورات إنتاج أقصر وأكثر جدوى اقتصادية، مثل الذرة الصفراء، والجبس البذري، والسمسم، ما أدى إلى تراجع زراعة القطن.
يشار إلى أن إنتاج القطن في سوريا انخفض من 65 ألف طن في بداية الألفية الثانية إلى 530 طناً العام الماضي، وقد شمل هذا التراجع الكبير محافظات سورية عدة، وفقاً لتقديرات حكومية.