لكل السوريين

ارتفاع معدل البطالة لمستويات غير مسبوقة، وحالات التسول تغزو شوارع إدلب

إدلب/ عباس إدلبي

بلغت نسبة المتسولين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، قرابة 82% خلال العام الحالي، ما رفع نسبة الفقر إلى نحو 72 في المائة، وسط آمال معدومة لأي بوادر تنهي المعاناة التي يعشيها أهالي إدلب والنازحين الذين خيموا فيها.

منظمة منسقو الاستجابة، وهي تشكيل محلي في إدلب، كشفت خلال تقريرها النصف السنوي بعد أن أجرت استطلاع منذ بداية العام عن وصول نسبة البطالة في إدلب إلى نسب غير مسبوقة.

صالح قرة عمر، أحد أعضاء المنظمة، قال لصحيفتنا إن “الكثافة السكانية والحالة الأمنية الغير مستقرة كانت أحد أسباب ارتفاع معدل البطالة والفقر، حيث تمحور التقرير حول فئة الشباب خاصة كونهم المكون الرئيسي المعتمد عليه في كسب المال”.

ويضيف صاحل “ارتفاع الأسعار وفرض الليرة التركية كانت أحد الأسباب الهامة لارتفاع مستوى الفقر، وذلك لعدم استقرار الليرة التركية أمام العملات الأجنبية وعدم تكافؤ الدخل الفردي مع معدل الصرف اليومي”.

وأدى ارتفاع معدل الفقر المرتبط بالبطالة أساسا إلى تفاقم حالات التسول في المدينة، حيث باتت الظاهرة أمرا طبيعيا وشملت جميع طبقات المجتمع المدني، حسب صالح.

عائشة محمد، عاملة في شؤون الرعاية الصحية في دار الأيتام بإدلب، قالت “أهم أسباب دفع البعض للتسول هو الفقر بشكل رئيسي، وإن معظم الحالات المسجلة لدينا تعود لسكان المخيمات والمهجرين من ديارهم لعدم تمكنهم من تأمين ثمن ربطة الخبز، علما أن معظمهم هم من كانت أحوالهم ميسورة قبل خروجهم وترك أراضيهم وأرزاقهم”.

وتضيف “لكن انعدام فرص العمل وغلاء الأسعار دفعتهم للتسول ومد يد المساعدة، وعن الشريحة الأكبر المسجلة بحالات التسول كانت من نصيب نساء قتل أزواجهن بالمعارك، وأصبحن بلا معين وبدون أي عناية، وكذلك الأطفال الأيتام والمعيلين لذويهم”.

ومن خلال جولتنا في شوارع مدينة إدلب، لاحظ مراسلنا كما كبيرا من بائعي علب المحارم وبعض مأكولات الأطفال، والتقى بالبعض منهم، الذين كشفوا له أنهم متسولون، ولكن لكون حكومة الإنقاذ منعت التسول اتجه المتسولون للاحتيال على قرار الحكومة.

معاون رئيس شرطة البلدية في ما تسمى بحكومة الإنقاذ، قال “على الرغم من قرار منع التسول إلا أن نسبة كبيرة من المتسولين لا يزالون يتجولون في شوارع إدلب، وهنالك صعوبة كبيرة في ضبطهم، وقامت البلدية بتحويل عدد منهم لدار الرعاية، ولكن هذا لا يكفي لأن العدد كبير، ولا يمكن استيعاب كل المتسولين في تلك الدور، ويجب إيجاد حل جذري”.

عمار، طفل في العاشرة من عمره، توفي أباه قبل أشهر، يعيش أوضاعا معيشية صعبة للغاية، فهو أكبر أشقائه الخمسة، ويعتبر المعيل الوحيد لهم، ويعيشون في أحد مخيمات اللاجئين على الحدود السورية التركية، يعتمد على التسول لتأمين لقمة العيش لإخوته وأمه المريضة، حسب ما قال لصحيفتنا.