لكل السوريين

السيالات… حلوى شعبية بنكهة حمصية

حمص/ نور الحسين

من طبقاتها الملصوقة ببعضها بالسمن البلدي والسكر تعتبر السيالات من الحلويات المشهورة والمتوارثة عبر الأجيال في حمص كونها تحظى بشعبية كبيرة لسهولة تحضيرها، حيث كانت منتشرة بكثرة أيام زمان لتصبح الآن من الأطباق الفلكلورية والتراثية ومن ذكريات الماضي ولم يعد يتقن إعدادها إلا بعض من النسوة ولاسيما كبيرات السن وخاصة في الشتاء نظراً للطاقة الكبيرة التي تمد بها الجسم بعد تناولها وذلك لأنها تحتوي على مواد مفيدة.

كما أنها تقدم للضيوف في المناسبات، إلى جانب ذلك فهي تعد علامة على انتهاء الحصاد، حيث كان يحرص الفلاحون على دعوة الأهل والجيران إلى تناولها إيذاناً بانتهاء الموسم.

والسيالة… فأهل حمص يسمونها ذلك لكون العجينة تُسال على الصاج، أما عن طقوس إعدادها فقد اعتادت العائلات على صنعها كطبق فريد يغني الجلسات كونها إحدى الحلويات القديمة.

وهي حلوى تتميز ببساطة مكوناتها وتحضيرها، فمكوناتها هي طحين القمح والماء الذي يخفق جيداً ليصبح رخواً متماسكاً مع بعضه بعضاً عندها يتم سكبه على حرارة صاج بنار خفيفة ويقلب على الوجهين حتى ينضج.‏ يدهن الوجهان الناضجان بالقطر والزبدة أو السمنة العربية وهو ساخن ثم يرش فوقهما السكر قبل أن يبرد لضمان ذوبان السكر عليه، ويترك لوقت من الزمن حتى يتشرب بهما ويبرد قبل أن يقطع قطعاً وتصبح جاهزة للأكل، مع الإشارة إلى أنه من الممكن لف السيالة على شكل مبروم أو تقطيعها إلى قطع مربعة.

ويستخدم سمن الغنم البلدي لدهن رغيف الدقيق لأنه ينتشر بكثرة في مناطق حمص وحماه لقربها من البادية، حيث يوجد معظم الأغنام ومربوها سوريا.

حلويات الحاضر استطاعت أن تثبت وجودها في سوق العرض والطلب على كل ما هو قديم، لكن يبدو أنها لم تستطع أن تمحو ذكريات لا تنسى من الماضي عندما كانت تقدم “السيالة” كحلويات تتطلب جهداً خاصاً وبالتالي كانت دليلاً على تمكن سيدة المنزل وتمسكها بالأصيل.

وتنتشر السيالات أو كما تشتهر بـ “السياييل” في شمال شرق سوريا، في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، ويعود ذلك لتوافر مقومات إنتاجها كـ “السمن العربي، وخبز الصاج”، بالإضافة إلى أن الكثير من النساء في المحافظات المذكورة تمتلكن خبرة واسعة بهذا المجال.