لكل السوريين

الإهمال الحكومي والقرارات غير المحسوبة وراء الخسارات المتزايدة في قطاع الألبان والدواجن في الساحل السوري

طرطوس/ ا ـ ن

إن قطاع الألبان والأجبان في أرياف ومدن الساحل السوري, تضرر بشكل ملموس خلال الآونة الأخيرة، حيث وصلت نسبة الضرر إلى جوانب متعددة، كما ازدادت خسائر المهنيين في هذا القطاع إلى نسب عالية، نتيجة لفترات تقنين الكهرباء الطويلة ودرجات الحرارة العالي.

ويستند عمل الذين يعملون في صناعة الألبان والأجبان يستند بشكل أساسي على حوامل الطاقة من المولدات الكهربائية التي تعمل بدورها على المازوت، وبالتالي يضطر الحرفي إلى شراء المازوت من السوق السوداء، حيث يتراوح سعر اللتر الواحد بين 7 – 9آلاف ليرة سورية.

ونتيجة لارتفاع أسعار المازوت، فإن نسبة كبيرة من حرفيي صناعة الألبان والأجبان توقفوا عن العمل، حيث تراوحت نسبتهم بين 20 و 25 بالمئة، الأمر الذي ينذر بموجة غلاء جديدة في أسعار الألبان والأجبان في الأسواق، نتيجة الارتفاعات المتكررة لأسعار المواد المتعلقة بصناعة الألبان والأجبان, والذي أدخلنا في فوضى أسعار الألبان والأجبان في الأسواق.

ومع ارتفاع في أسعار الألبان والأجبان المعلبة, فعمليا نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وموجة الحر الشديدة ، تلجأ الأبقار إلى شرب كميات أكبر من المياه، وبالتالي تنخفض نسبة الدسم في الحليب ونتيجة لذلك يصبح إنتاج الجبنة واللبنة يحتاج لكمية أكبر من الحليب قياسا بفترات الشتاء والطقس المعتدل.

وخلال فصل الشتاء أو الأيام التي يكون فيها الطقس معتدلا، فإن كل 6 كيلوغرامات من الحليب تنتج كيلوغراما من الجبن وكل 3.5 كيلوغرام من الحليب تنتج كيلوغراما من اللبنة، لكن في أيام الحرارة الشديدة ينتج كل 7.5 كيلوغرام من الحليب ينتج عنها كيلوغراما من الجبن و كل 4 كيلو من الحليب أو أكثر تنتج كيلوغراما من اللبنة.

وأن نسبة التلف في قطاع الألبان والأجبان خلال الفترة الحالية كبيرة، وخسائر الذين يعملون في انتاج الألبان والأجبان كبيرة أيضا نتيجة فترات تقنين الكهرباء الطويلة ودرجات الحرارة المرتفعة.

وأصبح عملهم في صناعة الألبان والأجبان يعتمد الآن على نسبة كبيرة على المولدات التي تولد الكهرباء، فيضطرون إلى شراء المازوت بسعر يتراوح ما بين 7 الى 9 آلاف ليرة سورية للتر الواحد.

ونتيجة لهذا الوضع البائس, فقد توقف نسبة كبيرة من المهنيين الذين يعملون صناعة الألبان والأجبان عن العمل كما حدث في ورشة بيت ياشوط – الجوبة – الفاخورة- بيت السلطان – رام ترزي – زاما ، وورشة صغير في كلا من: منطقة الدريكيش وفي منطقة الشيخ بدر وفي منطقة القدموس، فقد توقفت هذه الورشات عن العمل لعدم تمكنهم من الاستمرار في العمل، في ظل الظروف الصعبة ودرجات الحرارة العالية، وعدم قدرتهم على تأمين حوامل الطاقة وغيرها.

ونشير الآن إلى أن مربي الدواجن في جميع مدن وقرى الساحل السوري, يعانون دوما من القرارات الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية, بالنسبة للتسعيرة التموينية الصادرة للدواجن، وهذه المعاناة ليست بجديدة.

لكن الوضع اختلف حاليا والمعاناة ازدادت نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف بشكل يومي إذ إن سعر كيلو فول الصويا, واصلا لأرض المدجنة, اليوم بحدود 3900 ليرة على حين أن سعر الكيلو كان منذ عشرين يوم تقريبا بحدود 2900 ليرة كما أن كيلو الذرة الصفراء بلغ 2350 ليرة وكان منذ عشرين يوما بحدود 1950 ليرة.

ونتيجة لارتفاع التكاليف وغلاء أسعار الأعلاف اليومي وبسبب التسعيرة التموينية التي لا تتناسب مع التكاليف الحقيقية ازداد عدد المربين في الساحل الذين خرجوا من الإنتاج ووصلت نسبتهم لأكثر من 50 بالمئة, وأن نسبة كبيرة من المربين وصلوا لدرجة الإفلاس , نتيجة الخسائر المتكررة التي يتكبدونها سواء من مربي دجاج بياض أو من مربي دجاج المائدة.

أن تكلفة صندوق البيض الذي يحتوي على 12 كرتونة أكثر من 170 ألف ليرة كما أن سعر صوص التربية أصبح بحدود 3 آلاف ليرة بعد أن كان العام الماضي بحدود 900 ليرة، حيث أن المصرف الزراعي كان يزود المربين بالقروض من أجل التربية أما اليوم فيقف متفرجا على المربين ولا يمنحهم قروضا أبدا.

كما أن كمية الأعلاف المدعومة التي تزود بها مؤسسة الأعلاف المربين تعتبر قليلة, علاوة على زيادة عدد النفوق وتراجع في كفاءة الإنتاج، وخسائر في إنتاج البيض إضافة لما يسببه من تقليل بجودة قشرة البيضة وحجم البيضة وقدرتها على الفقس.

ويعود الى بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما تسبب بارتفاع إضافي في التكاليف، حيث أن تكاليف التبريد مكلفة جدا، كما أن بعض المداجن تجهيزاتها بسيطة وغير مجهزة لمثل ارتفاع كهذا بدرجات الحرارة، المازوت يقتصر توزيعه للمداجن عبر الوحدات الإرشادية في مديريات الزراعة وبكميات قليلة.

في حين لا يتم توزيع أي كميات عبر لجان المحروقات في المحافظات الساحلية، في حين أن المازوت متوفر، وبكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء، ما يعني ارتفاعا إضافيا بتكاليف الإنتاج.