لكل السوريين

تدهور الخدمات في محافظة السويداء.. ودعاوى قضائية ضد المحتجين

مع تدهور معظم القطّاعات الخدمية في محافظة السويداء، لجأ الأهالي إلى أسلوب جديد للتعبير عن احتجاجهم تمثّل بإغلاق مؤسسات خدمية في بعض قرى وبلدات المحافظة، كما حدث في بلدات الغارية وعتيل والهويا، حيث أغلق الأهالي محطات المياه، ومقاسم الاتصالات، اعتراضاً على انقطاع المياه والاتصالات لفترات طويلة رغم التزامهم بدفع الفواتير.

وفي بلدة ولغا، اجتمع الأهالي أمام مقسم الاتصالات، وأقفلوا أبوابه احتجاجاً على انقطاع الاتصالات لأكثر من عشر ساعات يومياً، وردّ الموظف المسؤول بأنه سيتقدم بشكوى لدى الجهات المعنية، باقتحام المقسم.

ويبدو أن أسلوب الاحتجاج هذا، سيعرّض الأهالي لملاحقات قضائية، حيث أكدت مصادر من القرى التي شهدت احتجاجات، أنه فُرض على مسؤولي الدوائر الخدمية فيها، تقديم شكاوى ضد المحتجين الذين اقتحموا تلك الدوائر وأغلقوها.

وكانت أولى الاحتجاجات خلال الفترة الماضية، في بلدة الغارية، التي يعترض سكانها على نقص المياه، وتدهور خدمة الاتصالات.

ونجح المحتجون في منع بيع مياه البلدة للقطاع الخاص، وتحسين خدمة الاتصالات، بعد توفير كمية محدودة من المازوت لتشغيل المولد الكهربائي، ثم عاد الوضع إلى حاله.

وحسب مصدر من البلدة، تم إغلاق المقسم بأمر قضائي، بعد احتجاج الأهالي، وتم تسجيل ضبط باقتحامه.

وأشار المصدر إلى وجود محاولات لطي القضية، وضمان عدم اتخاذ أي إجراءات بحق الشباب المحتجين، خاصة أنهم لم يقوموا بأي عمل تخريبي.

دائرة مفرغة

يرجع مسؤولون في قطاع الاتصالات والمياه، تدهور الوضع الخدمي بالمحافظة، إلى تقنين التيار الكهربائي وضعفه، وتخفيض توريدات المحروقات إلى المحافظة.

ويبدو أن كل وزارة تلقي مشاكلها على عاتق وزارة أخرى، فوزارة المياه تعلّق تدهور خدماتها على ضعف التيار الكهربائي، ووزارة الكهرباء تلوم وزارة النفط على نقص كمية المحروقات المخصصة لها، والاتصالات تلوم الوزارتين معاً، والحكومة تتحدث عن الحصار غير المسبوق على البلاد، وتكتفي بحثّ السوريين على الصبر والصمود، دون طرح أي حلول للمشكلات.

والاحتجاجات المتفرقة هنا وهناك، قد تجبر هذه الجهة الرسمية أو تلك، على تحسين الواقع الخدمي لبعض الوقت، ولكنها لا تشكل حلاً لتدهور الواقع الخدمي، ومع ذلك بدأت الجهات الحكومية تواجهها بتقديم دعاوى قانونية ضد المحتجين على تدهور الخدمات.

وفي ظل هذه الأوضاع الخانقة وانعكاساتها السلبية على حياة المواطنين، من المرجح أن يعود الحراك الاحتجاجي إلى الواجهة بالسويداء، وتتزايد الوقفات الاحتجاجية فيها، وخاصة مع قرب قدوم فصل الشتاء الذي يبدو أنه سيكون قاسياً على أهالي المحافظة، في ظل غياب الخدمات الرئيسية، والأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها كما يعاني عموم السوريين.